رحيل خوسيه إيبرو.. الموسيقى حقّ للجميع

رحيل خوسيه إيبرو.. الموسيقى حقّ للجميع

26 مارس 2018
(1939 - 2018)
+ الخط -
يعدّ عازف البيانو والأوركسترالي الفنزويلي خوسيه أنطونيو إيبرو (1939 – 2018) الذي رحل أمس الأحد في كاراكاس، إحدى الشخصيات التي وظّفت نشاطها وفنها من أجل نشر الموسيقى في مواجهة الفقر والعنف والجريمة.

ولد الراحل في فاليرا (جنوب غربي العاصمة الفنزويلية)، وتابع تعليمه الجامعي حتى نال درجة الدكتوراه في اقتصاديات البترول من "جامعة كاتوليكا أندريس بيلو"، ليدخل بعدها معترك السياسة وينتخب نائباً في البرلمان ويشغل مناصب عدّة منها وزير الثقافة عام 1988، إلى جانب عمله أستاذاً للاقتصاد والقانون في "جامعة سيمون بوليفار".

لم تبعده دراسته ومجال عمله عن الموسيقى التي تعلّمها في "أكاديمية كاراكاس" عام 1957، حيث درس البيانو والأرغن ونال جائزة السيمفونية الوطنية في منتصف السبعينيات، حيث قرّر حينها تأسيس الحركة المجتمعية للموسيقى، والتي رعت "الشبكة الوطنية لأوركسترا الشباب والأطفال" (سيستيما).

ورغم تقلّب أنظمة الحكم بين اتجاهات سياسيية مختلفة، إلا أن إيبرو حافظ على وجود حركته التي قامت على تنشئة الطفل منذ سن الثانية على مبادئ الإيقاع ثم تعلّم العزف على آلة موسيقية في الرابعة ويلتحق بالأوركسترا عند السادسة، وتعميم ذلك في المناطق الأشد فقراً.

لم يكن هدف المشروع الأساسي تخريج موسيقيين محترفين، بل استخدام الموسيقى لمكافحة العنف والجريمة والمخدرات التي كانت فنزويلا تتصدّر بلدان العالم في نسب انتشارها، ونتيجة لتحقيق نجاحات كبيرة بعد وقت قصير قامت الحكومة بدعم "سيستيما"، التي أنشأت 1500 فرقة أوركسترا وجوقة انضمّ إليها أكثر من مليون طفل خلال أربعة عقود.

بعد ثلاثين عاماً، طوّر إيبرو مشروعه ليتوسّع في حوالي 60 بلداً حول العالم، ليحقّق غايته المتمثّلة بـ"أن تتحوّل الموسيقى إلى أرضية مشتركة تجمع طبقات اجتماعية لم تكن تستطيع تعلّمها وبالتالي تصبح جزءًاً من الحياة اليومية للناس"، كما صرّح في العديد من مقابلاته الصحافية.

كتب الموسيقي الفنزويلي غوستافو دودامل أحد تلامذته الذي قاد فرقاً أوركسترالية في بلاده وفي الولايات المتحدة، على صفحته في توتير "خوسيه أنطونيو إيبرو مصدر إلهام وفنان وصديق وأب ومعلم. لقد أعطاني الموسيقى بنفس الشغف الذي علمني أن الحق في الجمال والفن للجميع، وجعلني أقرب إلى جذوري".

المساهمون