"العنف الطلابي والمسرح": الفن واختلالات التعليم

"العنف الطلابي والمسرح": الفن واختلالات التعليم

18 مارس 2018
(غرافيتي للفنان السوداني جلال يوسف في الخرطوم)
+ الخط -
عند السادسة من مساء اليوم الأحد، تُقام في المسرح القومي في مدينة أم درمان السودانية، ندوة حول كتاب "العنف الطلابي والمسرح: دراسة في الظاهرة وجدوى التوظيف" لمؤلّفه الأكاديمي والباحث السوداني علي محمد سعيد الذي يلقي ورقة، إلى جانب مداخلات للنقّاد والمخرجين محمود فكاك وياسمين عثمان وربيع يوسف.

يشير سعيد في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "الدراسة انصرفت إلى فحص ما أسمته بـ"مدخلات إنتاج العنف" وصنفتها إلى قسمين، الأول هو الإطار العام وهو الشامل للنواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في دوائرها الثلاث المتكاملة (المحلية والإقليمية والعالمية)، ومن خلال انتخاب بعض المظاهر الدالة على وضعيتها الهيكلية ودورها في إذكاء جذوة العنف.

والثاني، بحسب المؤلف، هو الإطار الخاص وهو المتعلق بالنظام والبيئة التعليميين، حيث تمت دراسة وانتخاب بعض المظاهر التي دلّت على أنه يعاني من اختلالات في بنيته وبيئته"، واستكمالاً للموضوع العام للدراسة والذي انبنى على رؤية جدلية، لا تكتفي بطرح وفهم المشكلة فقط، بل تتعدى ذلك إلى اقتراح الحلول باعتبار أن فهم المشكلة واقتراح الحلول لها إنما هما عملية واحدة.

يوضّح الباحث في مقدّمة الكتاب أن "فن المسرح باعتباره أداة فنية اجتماعية، مفترضاً أن بمقدوره المساهمة في علاج أو على الأقل التخفيف من حدة هذه الظاهرة، واتخذت من المدخل التاريخي والنظري لهذا الفن حقلاً للعمل على تأكيد أو نفي هذه الفرضية".

وللتحقّق من فرضيته هذه، تناول بالتحليل والبحث في "علاقة الفن عموماً والمسرح تخصيصاً بالمجتمع، وانتهى بتأكيد أنه "ظاهرة اجتماعية" لها خاصية تبادل التأثير والتأثر مع غيرها من الظواهر وأشكال الوعي الاجتماعي الأخرى، وتمّ طرحه مقابل مدخلات إنتاج ظاهرة العنف كما خلصت إليها الدراسة ومقارنة قدراته في التناول والتصدي تحديداً لاختلالات ما أسمته أو صنفته الدراسة بالإطار العام والإطار الخاص".

وبناء على ذلك، طرح سعيد "إمكانيات وقدرات المسرح في التعامل مع المشكلات الناتجة عن اختلالات النظم الاجتماعية، وانعكاساتها على شخصية الأطفال والشباب، وتعرض إلى ما يعرف بالسايكودراما، والأدوار الاجتماعية والتربوية والثقافية للمسرح، وتفاعله مع العدوانية والأخلاق، إضافة إلى ما يمكن أن يقدمه في قضايا ومشكلات الشباب، وكذلك أدواره في تحسين بنية وبيئة النظام التعليمي".

اشتمل الكتاب على ثلاثة فصول؛ "رؤية وتأطير نظري للإشكالية في ديناميتها وآفاقها العامة" الذي تناول المفاهيم ودوائر علاقات العنف ومسائل التعصب والتنمية والثقافة، و"إنتاج العنف" الذي رصد الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والأصولية والنظام التعليمي واختلالاته، و"المسرح والعنف الطلابي" الذي استعرض المسرح وعلاقته بالتربية والتعليم.

المساهمون