"وجوه كردية": رد الجميل فوتوغرافياً

"وجوه كردية": رد الجميل فوتوغرافياً

15 مارس 2018
(من المعرض، عمل لـ زينب عربي، تصوير: العربي الجديد)
+ الخط -

ترك الزلزال الذي ضرب الحدود العراقية الإيرانية قبل أشهر آثاراً وتبعات كبرى، حيث دمّر قرى محيطة بكرمانشاه شمال غربي إيران، وتسبّب في سقوط مئات القتلى والجرحى، وما زال المنكوبون إلى يومنا يعيشون أوضاعاً مأساوية، وهو ما جعل مجموعة من المصوّرين الفوتوغرافيين في إيران يفكّرون باستخدام صُورهم لمساعدة المناطق الكردية المنكوبة، فكان معرض "وجوه كردية" الذي استقبلته طهران لأيام معدودة، ثم انتقل مؤخراً إلى سنندج في شمال غربي البلاد.

يراوح المعرض بين صور فوتوغرافية ملوّنة وأخرى بالأبيض والأسود، التقطها اثنان وعشرون مصوّراً إيرانياً من مناطق يسكنها الأكراد في إيران قبل وقوع الزلزال، وبعضُ هذه الصور كانت قد أُخذت من المناطق نفسها التي وقعت فيها الكارثة، وتظهر فيها بالأساس وجوه لأكراد من الأطفال والمسنين، وأخرى تتناول طقوسهم ومراسمهم وحياتهم اليومية.

المصوّرة نغار أقا علي طاري كانت صاحبة الفكرة، فهي من اقترحت أن تضع أعمالاً لها إلى جانب أعمال أشهر المصوّرين الفوتوغرافيين الإيرانيين لبيعها، على أن تعود مستحقاتها إلى أكراد إيران في تلك المناطق. في حديث مع "العربي الجديد"، تقول علي طاري إن ما حدث في المناطق الكردية أثّر فيها كثيراً، فقد زارت نفس الأماكن في وقت سابق، وأخذت صوراً فوتوغرافية اشتهرت كثيراً ومنها ما حاز على جوائز عالمية، وحين تابعت أخبار الزلزال تساءلت عن مصير أصحاب الوجوه ممن كانوا في تلك الصور.

احترفت علي طاري التصوير الفوتوغرافي، رغم أنها تحمل شهادة في علم النفس، وقد اتخذت قراراً بأن تحصل على مساعدات بوساطة أصحاب الصُور أنفسهم، ومن خلال محاولة أن يلعب الفن دوراً إنسانياً، فشاركها في ذلك عدد من المصوّرين الإيرانيين ومن بينهم: إسحاق أقايي، ومهدي ناظري، ومريم الهياري وغيرهم.

وأكدت علي طاري أن ما ستحصل عليه هي وزملاؤها من بيع صورهم التي طُبعت في عدة نسخ سيوضع ضمن موازنة للقيام ببرامج في تلك المناطق، منها برامج للأطفال خلال فترة عطلة عيد النوروز التي تبدأ في 21 مارس/آذار الجاري، وستقيم خلالها ورشاً للتصوير الفوتوغرافي حيث تنتهي بأن يتمكّن الأطفال من التقاط الصور بأنفسهم، لتكون هي الأخرى نواة لمعرض آخر، سيذهب إلى خارج إيران في المستقبل القريب، ويهدف هو الآخر لجمع المساعدات.

من جهتها، تقول أناهيتا شميده صاحبة الصالة التي فتحت أبوابها لمعرض "وجوه كردية" إن "الفكرة كانت محطّ ترحيب لعدد كبير من الفنانين، وحتى من محبّي التصوير وشراء الصور الفوتوغرافية، فالفن والتصوير يستطيعان أن ينقلا صورة عن الوضع المعيشي وهو ما يساهم في زيادة الدعم والتضامن مع ضحايا الزلزال".

وذكرت شميده أن عدداً من المصوّرين المشاركين اشتهروا وعُرفت أسماؤهم بسبب وجوه أشخاص صوّروها في السابق، وعدد منهم رحّب بفكرة رد الجميل من خلال بيع الصور الفوتوغرافية بعدة نسخ وبأسعار مناسبة بما يزيد من العائدات، مؤكدة أن المصوّرين ليسوا جميعاً من الأكراد بل هم من كل أطياف ومناطق إيران.

في مدخل المعرض علقت صورة شهيرة للمصوّر وحيد بابايي، تحمل عنوان "نظرة"، وهي لفتاة كردية شبّبها كثيرون بالصورة المعروفة عالمياً والمسماة بـ"موناليزا أفغانستان". وفي زاوية ثانية، وُضعت صورة للمصوّرة الفوتوغرافية زينب عربي التقطتها لفتيات كرديات كنّ يحكن سجادة عليها نقش لسيدات فرنسيات، وكانت إحدى الفتيات قد أخبرت المصوّرة أنها تحلم بالذهاب إلى باريس، فأطلقت على الصورة اسم "حلم فتاة" تيمّناً بها.

المساهمون