"مسقط للكتاب": 19 عنواناً تبحث عن سبب للمنع

"مسقط للكتاب": 19 عنواناً تبحث عن سبب للمنع

28 فبراير 2018
إبراهيم الصلاحي/ السودان
+ الخط -
لم تتضح الأسباب التي دفعت إلى مصادرة تسعة عشر كتاباً من "معرض مسقط الدولي للكتاب" في دورته الثالثة والعشرين التي تتواصل حتى السبت المقبل، بل إن كتّاباً عُمانيين أشاروا في حديثهم لـ"العربي الجديد" عن عدم تحديدهم للجهة التي قامت بالمنع حتى اللحظة.

الكاتب والإعلامي سليمان المعمري نشر على صفحته في فيسبوك العناوين التي صودرت، وهي: "تعويبة الظل" و"ياسمين على الغياب" و"الربيع العُماني" و"عُمان الإنسان والسلطة" لـ سعيد سلطان الهاشمي، و"حيتان شريفة" لـ محمد سيف الرحبي، و"عمامة العسكر" لـ حمود سعود، و"الذي لا يحب جمال عبدالناصر" لـ سليمان المعمري، و"حوض الشهوات" لـ محمد اليحيائي، و"الرولة" لـ يوسف الحاج، و"فرجار الراعي" لـ صالح العامري، و"حين نطق الحذاء" لـ ماهر الزدجالي، و"امرأة تضحك في غير أوانها" لـ نبهان الحنشي، و"خطاب بين غيابات القبر" لـ محمد الفزاري، و"سامهاني" لـ عبد العزيز بركة ساكن، و"مكران عمان زنجبار" لـ بياتريس نيكوليني، والشعر المقدس" لـ زكريا المحرمي، و"المعراج" لـ منة الربيع، و"الخليج في زمن الكوليرا" لـ زاهر المحروقي، و"ما لاذ بالحلم" لـ ناصر صالح.

يقول سعيد سلطان الهاشمي الذي منعت أربعة من كتبه في المعرص، لـ"العربي الجديد" إنه "شيء مؤسف، وتراجع مخيف يعيدنا إلى قرون. اليوم لا يمكن منع كتاب من التداول، والكاتب أدى مهمته بمجرد إصدار مؤلّفه، لكن ما حدث هو مصادرة لحق القارئ الذي تصرّ السلطات على سلبه".

يلفت صاحب "الربيع العُماني" إلى أن "بعض العناوين الممنوعة صادرة عن وزارة الثقافة العُمانية، أو طبعت أكثر مرّة وتمّ تداولها في الأسواق ولا مبرّر لمنعها"، موضّحاً "عدم معرفة الجهة التي تقف وراء ذلك وإن كان سينسحب الأمر على مصادرتها من المكتبات خارج المعرض أم لا".

من جهته، يرى سليمان المعمري في حديثه لـ"العربي الجديد" أنه "هذه هي أسوأ دورة لـ"مسقط للكتاب" من ناحية ضربه حرية التعبير والكتابة عرض الحائط"، مضيفاً "من المؤسف هذا الكم الكبير من الكتب الممنوعة في المعرض، وجزء كبير منها كان قد سبق عرضه في المعرض ذاته. بل إن بعضها سبق الاحتفاء به رسمياً في دورات سابقة".

أحد الكتب الممنوعةيتابع "روايتي مثلاً فازت في المعرض عام 2014 بـ"جائزة الكتاب الأكثر قراءة من اللجنة الوطنية للشباب" ويأتي منعها بعد أربع سنوات من طبعتها الثانية، إلى جانب عناوين تم الاحتفاء بها في دورات سابقة كما في المجموعة القصصية "عمامة العسكر" لـ حمود سعود، أو أنها من إصدارات وزارة التراث والثقافة؛ منظمّة المعرض مثل كتاب "حين نطق الحذاء" لـ ماهر الزدجالي".

ينوّه المعمري إلى أنه "كنا في سنوات ماضية نتفاخر بأن "معرض مسقط" مختلف عن معارض عربية أخرى من حيث ندرة الكتب الممنوعة، بل إن وزير الإعلام نفسه (المشرف على المعرض) صرّح غيرما مرة في سنوات ماضية بأن زمن منع الكتب قد انتهى"، متسائلاً: "ما الذي تغير هذه السنة؟ لا أدري. ليس هناك تبريرات قبل المنع. ولا تبريرات بعد إعادة بعض الكتب. لا أستطيع أن أخمن سبباً واحداً للمنع. فبعض الكتب تتناول الربيع العماني 2011، أو تحلل الشأن السياسي الخليجي بشكل عام، أو تتناول الفساد الحكومي، أو أنها لمعارضين يقيمون في لندن، إلا أن الأكيد الوحيد أن هذا المنع مسيء إلى سمعة عُمان".

يختم صاحب "ربما لأنه رجل مهزوم" بالقول "منع هذه الكتب اليوم أعتبره مضحكاً، أشبه بالخبر الذي قرأناه قبل سنوات عن محاكمة الخليفة هشام بن عبد الملك والحكم عليه بالإعدام شنقاً بعد 1300 سنة من وفاته".

أما القاص محمد بن سيف الرحبي فكتب على صفحته في فيسبوك: "أعتذر للجميع لعدم توفّر نسخ من روايتي "حيتان شريفة". تمّ إبلاغي بقرار وقف عرضها في معرض الكتاب. كما قلت في التقديم.. حقوق الطبع ليست محفوظة.. حقوق الحيتان محفوظة!".

المساهمون