برهان الدين البقاعي.. التفاتة إلى مؤرّخ منسي

برهان الدين البقاعي.. التفاتة إلى مؤرخ منسي

24 فبراير 2018
جامع السلطان حسن/ القاهرة
+ الخط -

ربما تكون هذه إحدى المرات القليلة التي تعود فيها مؤسسة أكاديمية أو جهة ثقافية إلى تجربة المفسر والمؤرخ برهان الدين البقاعي (1406-1480)، حيث تقيم "دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى" في الجامعة الأميركية في بيروت عند الرابعة والنصف من بعد ظهر الثلاثاء، 27 من الشهر الجاري محاضرة بعنوان "برهان الدين البقاعي مُنظِّراً لغوياً".

يصف بيان المحاضرة التي يلقيها إسلام ديّة البقاعي بأنه من "الذين لم تَنعَمْ أعمالُهم بتقدير كافٍ"، وأن هذا يعود إلى الحقبة التي ظهر فيها، فبالرغم من "أهمية الآثار العلمية والإبداعات الأدبية التي ظهرت في حقبة المماليك في بلاد الشام ومصر، إلا أن أعمالاً كثيرة منها ما زالت مخطوطة لم تُنْشَر بشكل علمي، وما نُشِر منها لا يزال ينتظر من يدرسه دراسة تفي بحقه".

يلقي الأستاذ في "جامعة برلين الحرة"، الضوء على محطات أساسية من سيرة البقاعي العلمية، و"تُعرّف ببعض أعماله غير المنشورة، لا سيما في علوم العربية والمنطق ونقد الحديث والحساب والعروض"، حيث أن ما يعرف عنه إلى اليوم، 11 عملاً في حقول مختلفة من بينها "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور"، و"عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران"، و"أخبار الجلاد في فتح البلاد"، و"في علمي الحساب والمساحة"، و"بذل النصح والشفقة للتعريف بصحبة السيد ورقة"، و"النكت الوفية بما في شرح الألفية".

المحاضرة تأتي أيضاً في سياق مشروع بحثي عام، يهدف إلى تجمع شتات تراث هذا المؤرخ، ووضعه في مكانه في الفكري والثقافي لعصره، وفقاً لـ ديّة، حيث أن هناك العديد من الأعمال المجهولة التي وضعها البقاعي ويعمل المشروع على تجميعها.

وقد يكون في تنقل البقاعي بين البلاد سبباً في تشتت آثاره الأدبية وكتاباته، فقد ولد في البقاع في لبنان، ثم رحل إلى القدس يافعاً ثم قرر الانتقال إلى العيش في دمشق ومنها غادر إلى القاهرة، وفي الأخيرة قضى سنوات طويلة من حياته حيث عمل مدرساً.

من جهة أخرى، فإن مما يهم في استعادة تجربة البقاعي اليوم، هو أحد الأسباب الأساسية التي جعلت تاريخنا الفكري يقصيه سهواً وعمداً، وهو أنه كان من أوائل علماء التفسير المسلمين الذي عاد إلى التوارة والإنجيل واستشهد منهما في مؤلفاته. وقد وشى به بعض العلماء، فاضطر إلى وضع رسالة يجيب بها عليهم ويفند الأدلة على جواز النقل من الكتابين. لكن ذلك لم يمنع من وصول البعض إلى تكفيره وقد نجا من القتل كما تقول الرواية التاريخية.

دلالات

المساهمون