"أفلام المرأة الأفريقية": روايات التعلّم

"أفلام المرأة الأفريقية": روايات التعلّم

19 فبراير 2018
(من فيلم "ديفري" لـ زرسناي برهان مهاري)
+ الخط -
إذا كانت السينما الأفريقية ركّزت منذ بداياتها في خمسينيات القرن الماضي على حركات التحرّر ضد الاستعمار وقضايا الهوية والتراث، وواقع القارة السمراء وما تعانيه في تلك المرحلة من فقر ومجاعات وتمييز عنصري، فإنها استطاعت بعد ذلك أن تذهب أبعد في تناول مجتمعاتها والصراعات الناشئة فيها.

خارج صناعة الفيلم التي تطوّرت في مصر وشمال أفريقيا، ظلّت سينما بلدان ما وراء الصحراء قائمة على المحاولات الفردية لعدد من مخرجيها الذين عملوا في داخلها مثل السنغالي عثمان سيمبين (1923 - 2007) والبوركيني إدريسا ويدراوغو (1954-2018)، أو أولئك الذين قدّموا أعمالهم في أوروبا مثل الموريتاني سيدني سوخنا (1949)، والسنغالي آلان غوميس (1972).

في هذا الإطار، برزت المهرجانات التي تأسّست في عدد من العواصم الأفريقية خلال العقدين الأخيرين كمنصة تجمع كلّ هذا التجارب التي أصبح لعدد من السسينمائيات فيها حضور واضح وإن تأخر قليلاً، بل إن بعضها جرى تخصيصه لنتاجاتها أو لقضايا نسوية كما في "مهرجان أفلام المرأة الافريقية" الذي انطلقت فعاليات دورته الثالثة في العاصمة السنغالية؛ داكار، في السادس عشر من الشهر الجاري وتتواصل حتى الثالث والعشرين منه.

التظاهرة التي تنظمها "الجمعية الفرنكو-سنغالية" (صلة وصل) تنطلق هذا العام تحت عنوان "المرأة والتعليم" في "المركز الثقافي عثمان سيمبين" بمشاركة 50 فيلماً طويلاً وقصيراً ووثائقياً تتوّجه مضامينها إلى مواجهة الضغوط الاجتماعية والتهميش بواسطة التعلّم.

سيكّرم السيناريست السنغالي الراحل جبريل ديوب مامبيتي (1945 – 1998) في ذكرى رحيله العشرين عبر عرض فيلمه "يين"، الذي يعدّ من أهم الأعمال التي تناولت ما بعد الكولنيالية والتغيّرات المجتمعية بسبب التحوّلات النيوليبرالية في السنغال.

تحضر أعمال لعدد من المخرجات العربيات، منها "خلف الجدران" (2016) لـ كريمة زبير و"رياض أحلامي (2016) لـ زينب تمورت من المغرب، و"امرأتنا في السياسة والمجتمع" (2015) لـ أنيسة داود من تونس، و"وجدة" (2012) لـ هيفاء المنصور من السعودية، و"فيلم دانبي" (2014) لـ بوعلام قرجو من الجزائر.

من بين الأفلام المشاركة؛ "ديفري" (2014) لـ زرسناي برهان مهاري من أثيوبيا، و"الشجرة غير المثمرة" (2016) لـ إيكا ماكي من النيجر، و"كازابلانكا تنادي" (2014) لـ روزا روجرز من بريطانيا، و"فتيات أواجا" (2017) لـ تيريزا تراور دالبرغ و"حدود" (2017) لـ أبولين تروري من بوركينافاسو، و"موسين" (1998) لـ صافي فاي من السنغال، و"العار" (2017) لـ جيوفانيا آتوجينو –زينسو من بنين، و"نينكي نانكا" (1992) لـ لورنس غافرون من فرنسا.

يُذكر أن المهرجان بعد ختامه ستنظّم عروضه ما بين السادس والعشرين من الشهر الجاري وحتى الرابع من آذار/ مارس المقبل في سبع مدن سنغالية، هي: روفيسك وكاولاك ولوغا وتييس وسوخون وسان لوي وزيغينشور.

المساهمون