رحيل إدريسا ويدراوغو: سينمائي التحولات الأفريقية

رحيل إدريسا ويدراوغو: سينمائي التحولات الأفريقية

18 فبراير 2018
(1954 - 2018)
+ الخط -
 رحَل المخرج السينمائي البوركيني إدريسا ويدراوغو (1954-2018) على فراش المرض في أحد مشافي واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، عن 64 عاماً.

يعدّ الراحل أحد أبرز السينمائيين الذين اشتغلوا على العيش وتفاصيله داخل أفريقيا، واستكشف في معظم أفلامه الصراع بين الريف والمدينة وبين التقاليد والحداثة في بلاده. بدأت هذه الثيمة تشغل مواضيع أعماله منذ فيلمه الطويل الأول، عام 1981، والذي كان بعنوان "الاختيار" وتناول فيه حيرة عائلة ريفية بين البقاء معتمدة على المساعدات أو الانتقال والبحث عن الاستقلالية والعمل في مكان آخر.

سرعان ما اكتسب المخرج شهرة على المستوى العالمي بعد فيلمه "الجدة" الذي نال جائزة خاصة في مهرجان "كان السينمائي" عام 1989، ثم حاز السعفة الذهبية فيه العام التالي عن فيلمه "تيلاي" أو "مسألة شرف"، الذي يقف عند عائلة يمزّقها التغيير الاجتماعي الكبير ورفض الجيل الجديد للتقاليد وهروبه منها.

الثيمة نفسها أخذها المخرج الراحل إلى مستوى آخر في فيلمه اللافت "سامبا تروريه" الذي رشّح للدب الفضي في "مهرجان برلين السينمائي" (1993).

بالعودة إلى بدايات ويدراوغو، فقد كان عمله السينمائي المبكر مع الأفلام القصيرة عام 1981، والتي قدّم فيها "لماذا؟"، ورغم نجاحه في الأفلام الروائية الطويلة، ظلّ صاحب "جنازة لارل نابا" يعود إلى الأفلام القصيرة، وقد كان آخر عمل له فيها "سيناريو من الساحل" عام 2001.

نجاح أعماله بحسب وصف النقاد لها بالجمال والبساطة لم يحل دون الانتقادات التي لاحقته في الداخل الأفريقي ممن رأوا في أفلامه مقارنة مستمرة بين أفريقيا والغرب وأنه يركّز على ما يرضي عين المتفرج الأوروبي.

رغم كلّ هذه الانتقادات يعتبر ويدراوغو أحد السينمائيين الأفارقة القلائل الذي أصرّوا على العمل من الداخل في ظل ظروف إنتاج صعبة على مستويات مختلفة، من أفلامه "صرخة القلب"، "أفريقيا، أفريقيتي"، و"غضب الآلهة"، و"غوركي"، وكان آخر أفلامه "كاتو كاتو" الذي قدّمه عام 2006.

دلالات

المساهمون