"عبد القادر في مرآة التصوير": قراءة صوفية للكاميرا

"عبد القادر في مرآة التصوير": قراءة صوفية للكاميرا

08 ديسمبر 2018
عبد القادر الجزائري
+ الخط -

ضمن فعاليات مهرجان "صوفي باريس" الذي يتواصل حتى 17 من الشهر الجاري في "البيت الصوفي" بالعاصمة الفرنسية، تنطلق محاضرة "عبد القادر في مرآة التصوير الفوتوغرافي: قراءة صوفية للكاميرا الغامضة" التي يلقيها الباحث أحمد بوياردين عند السابعة من مساء اليوم السبت.

يتناول الأستاذ في جامعة إكس مارسيليا الفرنسية، شخصية الأمير عبد القادر الجزائري (1808-1883) السياسي والصوفي الذي يعتبر نموذجاً للمصالحة بين التراث والحداثة.

تشهد زيارات الجزائري إلى أوروبا لحضور المعارض العالمية لعامي 1855 و 1867 اهتمامه بالتقدم والابتكار التقني؛ من القاطرة البخارية إلى آلات الطباعة والنسيج.

لكن المحاضرة تتطرق إلى حماسه للتصوير الفوتوغرافي الذي يعتبر أحد الاختراعات الرئيسية في القرن التاسع عشر، والذي يضيء بشكل أفضل أصالة علاقته بالحداثة.

فبينما كانت الأوساط الدينية ترفض الكاميرا وتحتقرها بعض الدوائر الفكرية والأدبية وتستخف بها، كان الأمير عبد القادر يرى في الكاميرا وغموضها وسيلة للتأمل وطرق تدريس روحية على العلاقة بين الواقع الإلهي (الحق) والواقع الاحتمالي.

من خلال هذه القراءة الروحية للكاميرا، يدعو صاحب كتاب "عبد القادر: انسجام الأضداد" (2008) إلى النظر في الابتكارات العلمية التقنية كوسيلة في الوقت الحالي للتقدم الروحي.

يذكر أن المحاضر أحمد بوياردين عضو في كرسي اليونسكو "الأمير عبد القادر لحقوق الإنسان وثقافة السلام"، وهو منخرط في البحث التاريخي حول شخصية وعمل الزعيم الجزائري.

يَعتبر بوياردين أن الأمير عبد القادر مصدر لا ينضب للتفكير والتأمل في العلاقة بين التاريخ الفوقي والتقاليد والحداثة، وأنه شخصية رمزية في القرن الحادي والعشرين، وهو قرن من التحوّل الجذري مثل القرن 19، بسبب قدرته على تنسيق الأضداد.

المساهمون