مقادير متساوية

مقادير متساوية

04 ديسمبر 2018
ميراي وسوف/ سورية
+ الخط -

تفتح جفنيك: إنه غباش ما بعد الظهر، أو ربما آثار صباح قائظ. هناك جو كهربائي مزعج في الهواء. تستيقظ: ما الذي تريده ساشا في دراما سنوات الرماد والمنفى؟ أن تبتعد عنها؟ ما الذي تريده أنت من كبار الكتّاب في مفترق طرق تاريخي للبلد؟ أن يتكلموا كلمات مختصرة وموثوقة مع مزاج حاد؟ أهبل. الكاتب كبطل إنقاذ؟ أشد هبلاً. القلم والتأمل والثقافة يمكن أن تقلل من رعب ما هو آت؟

ساشا، لتستعيد جانبك العاطفي أمام المرأة الدنيوية؟ ساشا ليكون هناك مثل هذا التناغم الأسلوبي الذي يصعب تخمينه بينكما؟

هناك قلق فكري حول مفارقة مرعبة: كيف ينحرف العقل في لحظات معيّنة من التاريخ؟ وكذلك خطر إغراء الناس بتحويل عواطفهم إلى مبادئ سياسية.
في هذه الدراما، ربما من دون وعي؟
الظلال التي تهدد الأوقات السعيدة؟
صفحات مكتوبة بخطوط هادئة وآمنة؟

هذا ما تنتظره منها ـ إلهة السبب والنساء تلك؟ ذلك الاسم المستخدَم في لحظات الشغف؟ تلك الرغبة الأبدية للإنسان في أن يهرب إلى حُضن؟ هاجس القضية التي احتلت جزءاً من وقتك وطاقتك خلال أربعة عقود؟

خيانة الأمل بمقادير متساوية؟ ألأنك ممنوع من التحدث تحت جُمَل قاسية، تستخدم المنطق لتفكيك الحجج السخيفة للموت؟ أيها العربي الصافن وخلفك أعمارٌ من إساءات؟
تغلق جفنيك: تأخذ نفساً عميقاً وتستمر في المشي. آخرون تعبُر عنهم وهم مُومئون.

المساهمون