مونيك هيرفو.. الكاتبة التي أصبحت جزائرية

مونيك هيرفو.. الكاتبة التي أصبحت جزائرية

30 ديسمبر 2018
(مونيك هيرفو)
+ الخط -

أُعلن مؤخراً عن منح الناشطة والكاتبة الفرنسية مونيك هيرفو (1929) الجنسية الجزائرية، والتي خرجت في التظاهرة الباريسية في السابع عشر من تشرين الأول/ اكتوبر عام 1961 مطالبة باستقلال الجزائر، وكرّست حياتها منذ تلك اللحظة للدفاع عن حقوق المهاجرين الجزائريين في الأحياء العشوائية ضمن ضواحي باريس.

أشار المرسوم الرئاسي الموقّع في الخامس من الشهر الجاري إلى أن هيرفو، تتجنس بالجنسية الجزائرية ضمن شروط المادة 11 من الأمر 70-86 المؤرخ في 15 كانون الأول/ ديسمبر 1970 والمتضمن قانون الجنسية المعدل والمتمم، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.

بدأت الكاتبة نشاطها ضمن مجموعة من متطوعي الخدمة المدنية الدولية سنة 1959 في الحي القصديري لافولي في ضاحية نانتير بهدف التعرّف على ظروف عيش آلاف الجزائريين، وأقامت فيه حتى عام 1971 حيث شاركت سكّانه نضالاتهم ضد الاستعمار الفرنسي لبلادهم في تلك الفترة، ثم دافعت عن حقوقهم المدنية بعد ذلك.

وثّقت هيرفو تلك الوقائع في كتاب ألفته بالاشتراك مع ماري أنج شاراس بعنوان "العشوائيات: الركود" (1971)، إضافة إلى كتابها "وقائع الحي القصديري: نانتير إبان حرب الجزائر 1959-1962" (2001)، وفيهما ضمّنت آرائها السياسية المؤيدة لاستقلال الجزائر، والمناهضة للتمييز العنصري ضد المهاجرين الجزائريين في فرنسا.

في الكتاب الثاني الذي نقله إلى العربية عبد القادر دهندي وصدر عن "المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية" في الجزائر، تروي المناضلة الفرنسية قصصاً مروّعة من معاناة الجزائريين في الفترة 1959-1962 في بيوت الصفيح في حي لافولي الذي تأسس عام 1952.

تسردُ المؤلفة حياة العائلات الوافدة من الجزائر هرباً من الحرب والجوع والقمع والتنكيل، وهي تحزم، في كلّ مرة، متاعها لتنتقل من كوخ إلى كوخ، ومن حيّ قصديري إلى آخر، خوفاً من مطاردة الشرطة الفرنسية، حيث شكّلت ضاحية نانتير رمزاً للمقاومة والحركة الوطنية الجزائرية في الخارج، وعنواناً لكلّ من يبحث عن ملجأ يأوي إليه.

تُقدّم الكاتبة أيضاً شهادتها حول التظاهرة التي شاركت فيها عام 1961، موثّقة كيفية ردّ شرطة موريس بابون على مظاهرة سلمية لجزائريين يطالبون باستقلال بلادهم بإطلاق الرصاص الحيّ عليهم، ورمي الكثير منهم مكبّلي الأيدي في نهر السين، ولم تعترف فرنسا، بعد نهاية المواجهات، سوى بقتيلين فقط، في حين كانت الحصيلة أكبر من ذلك بكثير، حيث تبيّن في ما بعد، من مصادر موثوقة، سقوط ما بين 200 و400 قتيل، ووصل عدد المصابين في صفوف المتظاهرين إلى 2300 جريح.

يشار إلى أن مونيك هيرفو عبّرت عن رغبتها أن تُدفن في مقبرة للمسلمين في الجزائر، وفق تصريحاتها بعد نيل الجنسية الجزائرية.

المساهمون