"الكويت للكتاب": هل ينجو من الرقابة؟
لا تزال حملات المثقّفين والناشطين مستمرّة، منذ آب/ أغسطس الماضي في الكويت، ضدّ الرقابة على الكتب، والتي طاولت أكثر من أربعة آلاف وثلاثمئة عنوان، حيث أُصدرت العديد من البيانات ونُظّمت وقفات احتجاجية اعتراضاً على ما اعتُبرت قيوداً تفرضها وزارة الإعلام على حرية التعبير.
رغم الوعود المتكرّرة من قِبل الوزارة لمراجعة سياساتها إلا أن شيئاً لم يتغيّر حتى اللحظة، حيث تُمنَع مؤلّفات لكلّ من دانتي وديستوفيسكي وغابرييل غارسيا ماركيز وغسان كنفاني ورضوى عاشور وجبران خليل جبران وإبراهيم الكوني ومريد البرغوثي وأحمد سعداوي.
في هذه الأجواء، تنطلق صباح اليوم الأربعاء فعاليات الدورة الثالثة والأربعين من "معرض الكويت الدولي للكتاب" في منطقة مشرف في العاصمة الكويتية، وتتواصل حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، حيث تشهد التظاهرة منعاً دورياً لإصدارات الناشرين المشاركين كلّ عام.
تبدو المقارنة دوماً حاضرة مع كويت السبعينيات والثمانينيات التي أسّست ثاني أقدم المعارض العربية، وكانت تسمح بكتب محظورة في عواصم القراءة العربية التقليدية، وكانت تستضيف كذلك مثقّفين ممنوعين من زيارة تلك العواصم.
تحتفي الدورة الحالية بـ"القدس عاصمة أبدية لفلسطين"، من خلال تخصيص جناح خاص بالمدينة المحتلّة وتنظيم محاضرات وفعاليات تناقش تاريخ المدينة وحاضرها تحت الاحتلال.
وتشارك في المعرض قرابة خمسمئة دار نشر من ستة وعشرين بلداً، بنحو سبعة وثمانين ألف عنوان تتنوّع بين الأدب والاقتصاد والعلوم والجغرافيا، إضافة إلى كتب الأطفال والتي تبلغ 23 ألفاً، بحسب المنظّمين.
يتضمّن البرنامج الثقافى عدّة محاضرات وندوات منها "النقد المسرحي للمنظومة الجمالية" لـ جميلة مصطفى زقاي من الجزائر، و"أوقاف الحرمين الشريفين في الارشيف العثماني" لـ سهيل صابان من تركيا، و"القدس عاصمة فلسطين الأبدية" لـ سلمان أبو ستة من فلسطين، و"الكتابة.. احترافاً أم هوى" لـ إلياس فركوح من الأردن، و"الكتابات والنقوش على أرض الكويت" لـ سلطان الدويش و"إسماعيل فهد إسماعيل.. روائياً وإنساناً" لـ مرسل العجمي من الكويت.
يُقام على هامش التظاهرة معرض للفنون التشكيلية والعمارة، وآخر لفنون التصوير الفوتوغرافي لنخبة من مصوّري الكويت، إلى جانب معرض لرسوم الكاريكاتير، كما تُنظّم إدارة الآثار جناحاً مستقلاً لعرض أحدث المكتشفات الأثرية في الكويت، ومسار البعثات الأثرية المشاركة في عمليات التنقيب الأثرث في مختلف مناطقها.
