"المراكز البحثية المغاربية": جدل التعريف والأدوار الممكنة

"المراكز البحثية المغاربية": جدل التعريف والأدوار الممكنة

08 يناير 2018
هناء مال الله/ العراق
+ الخط -
لا تزال العديد من المعوقات تواجه عمل المراكز البحثية في الوطن العربي، حيث لم يفعّل أغلب نتاجاتها في عملية التنمية؛ الدور الأساس الذي تؤسّس من أجله بسبب طبيعة الأنظمة السياسية التي تحاول تجنّب أية قراءات نقدية للتحولات الجارية في المجتمعات العربية.

رغم شحّ الدراسات حول أثر ما تقوم به هذه المراكز، إلا أن المعطيات على أرض الواقع تشير إلى ضعف حضورها في مقاربة الأزمات الراهنة وتحديد الأولويات واقتراح البدائل وطرح الخيارات والسيناريوهات، وبالضرورة إنتاج معرفة مرتبطة بالواقع، لكن هذا لا يلغي وجود محاولات جادة ومعمّقة لدى عدد من المؤسسات وباحثيها.

في هذا السياق، ينظّم فرع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في تونس بالتعاون مع "مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية" (مدى) في المغرب، في السادس عشر من شباط/ فبراير المنتدى المغاربي التاسع بعنوان "المراكز البحثية المغاربية، المهام، التحديات والنجاعة"، ويستمر في الدار البيضاء لثلاثة أيام.

تشير الورقة المرجعية للمؤتمر إلى أن "المنطقة المغاربية تشهد كغيرها من مناطق العالم دفقاً معرفياً ومعلوماتياً، وطفرة في مناهج وأدوات البحث، فضلاً عن متغيرات سياسية ومجتمعية كبرى أحدثها "الرّبيع العربي"، تقتضي إعادة النظر في قضايا المعرفة والسلطة والبنية المؤسسية المنتجة للمعرفة ومصادر إنتاجها، وطرق تداولها، وقد أنتجت المعرفة الجديدة قوّة ناعمة، حازت مكانة مركزية متجاوزة أحيانا القوّة المادية، وانفتحت على مسالك مستحدثة في امتلاك القوّة البحثية".

ويشير المنظمون إلى أنه "بات من الضروري التفكير في مكانة المراكز البحثية وأثرها في منطقتنا خصوصاً، وإدراك أدوارها ومهامها، وفهم صعوباتها وعراقيلها. وهو ما يستدعي من الباحثين مساءلة وضعيتها،ومدى قربها أو ابتعادها من التحول إلى فاعل مهم في مجالات إنتاج المعرفة، وهل تشكل حقيقة مكوناً مميزاً في المشهد المعرفي والسياسي العربي والمغاربي؟ وإلى أي حد تحضر أو تغيب في بلورة الخيارات الإستراتيجية الوطنية والإقليمية؟".

يقارب المشاركون ثلاثة محاور أساسية، هي: "الرّيع العربي، والحاجة إلى المراكز البحثية"، عبر التساءل عن مدى تفاعل المؤسسات البحثية مع المشاغل المستحدثة (الديمقراطية، مقاومة الارهاب، توطين القيم المواطنية، التنمية الجهوية،...)، وما هي الآفاق التي تتحرك فيها من أجل تقديم الحلول للمشكلات المجتمعية الطارئة؟هل للمراكز البحثية العربية والمغاربية أثر ملموس وواضح في السياسات الداخلية والخارجية.

في المحور الثاني "مراكز البحث والتفكير: الوظائف والأدوار الممكنة"، سيناقش تعريف مراكز البحث أو مؤسسات التفكير(ثينك- تانك) "Think Tanks" الذي لا يزال محل خلاف كبير، وكشف وظائفها المكثفة، أما المحور الثالث "المراكز البحثية المغاربية، العوائق، الصعوبات والآفاق"، فيسلط الضوء على قضايا تتصل بالحريات الأكاديمية والبحثية، وبعراقيل تحول دون الوصول بيسر إلى المعطيات والإحصائيات أو إجراء البحوث الميدانية، مع غياب المناخ التشريعي الملائم لإنتاج معرفة موضوعية وناجعة في بعض البلدان.

المساهمون