"القاهرة للكتاب": سخرية من شعارات بلا مضمون

"القاهرة للكتاب": سخرية من شعارات بلا مضمون

07 يناير 2018
(من دورة سابقة)
+ الخط -
للعام الثاني على التوالي، يعود منظّمو "معرض القاهرة الدولي للكتاب" إلى الاهتمام بالشباب على طريقتهم، وذلك في دورته التاسعة والأربعين التي تبدأ فعالياتها في 27 من الشهر الجاري وتستمر حتى 10 من شباط/ فبراير المقبل، لتنطلق حولها موجة من التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

بدأت الانتقادات منذ إعلان "الهيئة المصرية للكتاب" عن مسابقة لتصميم ملصق التظاهرة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث بدت نكتة لكثيرين أن يجري الإصرار على استلام الترشيحات في مقرّ الهيئة وأن يملأ كلّ مترشح الاستمارة الخاصة باليد ويرفقها مع تصميمه، إذ يبدو كأن التطوّر التكنولوجي لم يغيّر من آلية عملها بحسب المعلّقين على صفحتها في فيسبوك.

كما طاولت التعليقات الأسئلة التي يتم وضعها على صفحة المعرض، حيث اعتبر البعض أنها "إبداع" موظّفين من الدرجة الثالثة، ورغم أن الهيئة أزالت أحد الإعلانات الترويجية للمعرض، لكن بقيت منشورات أخرى مثل: "ما هي أمنياتك الثقافية التي ترغب في تحقيقها في عام 2018؟!"، و"إيه الأغاني أو الموسيقي اللي بتحب تسمعها وأنت بتقرا كتاب؟!"، و" مين مستني اللحظة اللي يستلم فيها تذكرة المعرض القادم ويدخل بيها".

الحدث الأبرز تمثّل بإطلاق المنظمين لـ"#عيد_المثقفين" الذي سيصادف يوم افتتاح المعرض، حيث سيتم "فتح باب التدوين اعتباراً من العاشر من الشهر الجاري ابتهاجاً بقدوم العيد"، لتأتي الردود الأقسى التي تنتقد اللجوء إلى "التهريج" واختراع أعياد بلا مضامين، بدلاً من السعي لتخفيض أسعار الكتب خاصة للشباب وإيجاد دعم المثقف بشكل حقيقي.

وفي تصريحات رئيس "الهيئة المصرية للكتاب"، هيثم الحاج علي منذ أيام، أشار إلى أن اللجنة التنفيذية للمعرض تتنظر ترشيحات الشباب لأهم الشخصيات التي يتمنون مشاركتها في الندوات، وأبرز خمس شخصيات يرشحونها في الأدب والفن والفكر والعلم والسياسة، ورغم العزوف الواضح عن التفاعل مع هذه الدعوات إلا أن التساؤل الأهم يتعلّق بحصر حضور الشباب بمجرد التصويت على أفكار سطحية واستعراضية.

الأمر ينسحب على شعار المعرض "القوى الناعمة.. كيف؟" الذي بدأ تطبيقه بآليات غير منتجة ولا صلة لها بالثقافة أيضاً، حيث سيتمّ تخصيص جلسات لمناقسة "المبادرات التي صنعها الشباب وكيفية تفعيلها وتنميتها كجزء من القوى الناعمة"، أو باعتبار كرة القدم جزءاً من هذه القوى وإفراد فعاليات حول تأهل مصر لكأس العالم، عبر استضافة نقّاد ومحللين رياضيين، وبالمثل في برنامج ثالث مخصص للمرأة المصرية.

لم يعلن برنامج المعرض كاملاً، لكن ما تسرّب منه إلى اليوم يشير إلى مأزق المؤسسة الرسمية في طرح شعاراتها التي لا تخرج عن دائرة الإنشاء وتكرار مقولات فضفاضة تنقصها الجدية والعمق والدعم المادي لها وهي عناصر تبدو مفتقدة.

المساهمون