"المكي وزكية": عودة في باريس

"المكي وزكية": عودة في باريس

27 يناير 2018
(لمين النهدي)
+ الخط -
في قاعة "الباتاكلان" في باريس، تعود مساء اليوم عروض مسرحية "المكي وزكية" التي يؤدّيها الممثل التونسي لمين النهدي (1950) عن نص لمنصف ذويب (1952)، بعد قرابة عقدين من توقّف عروضها.

يحيل عنوان المسرحية أي متابع للمشهد المسرحي في تونس إلى سنوات التسعينيات من القرن الماضي حيث حظيت بجماهيرية كبرى، ومثّلت ظاهرة على أكثر من مستوى؛ فقد كانت فاتحة نمط الـ "وان مان شو" الذي سرعان ما تحوّل الاعتماد عليه إلى شجرة تكاد تخفي غابة بقية المشهد المسرحي، غير أن الأهم هو أن "المكي وزكية" حققت قفزة في جرأة التناول للقضايا الاجتماعية حيث لامست في قالبها الكوميدي إشكاليات التفاوت الطبقي والجهوي في تونس، وهي مواضيع كانت من المسكوت عنها.

لكن هذه العودة بعد أكثر من عقدين لا تمثّل سوى إحدى النقاط التي يثيرها عرض باريس؛ حيث أن شريكيْ العمل قد تخاصما بسبب النزاع حول حقوق تأليف مسرحية "في هاك السردوك نريشو"؛ وهي خصومة وصلت إلى المحاكم حيث اتهم ذويب شريكه بأنه قد أخذ الفكرة التي اشتغلا عليها في البداية لعمل بعنوان "فلوس الشعب" ثم غيّر النص ونسبه لنفسه بعنوان جديد، ومثلت تلك القطيعة بداية غياب للرجلين عن الساحة حيث فشل النهدي في الظهور بأعمال ناجحة أخرى، فيما دخل ذويب إلى منطقة الظل.

عودة التعامل بين المسرحيين، ومن خلال "المكي وزكية" بالذات، يطرح أكثر من سؤال: هل هو رهان على الأمجاد القديمة؟ وفي حال كان الأمر كذلك، ألن يكون الأمر تأكيداً على فراغ تجربة كليهما؟

لكن من جهة أخرى، يمكن اعتبار هذا العرض محاولة لضمان النجاح في خطوة العودة المشتركة، وقد يكون اختيار باريس، وليس تونس العاصمة، من أجل الابتعاد عن الأضواء قليلاً، علماً وأن الترويج للمسرحية أعلن بأن النهدي وذويب سوف يعلنان خلال العرض عن مشروع جديد لهما.

المساهمون