Skip to main content
"الدار العربية للكتاب": إحياء مشروع بين بلدين
العربي الجديد ــ تونس
(زربيّة من منطقة غدامس على الحدود الليبية التونسية)
بقي تأسيس دور نشرٍ تتوّزع فروعها في معظم البلدان العربية هدفاً بعيد المنال، رغم دعوات العديد من الناشرين والكتّاب إلى ذلك، بسبب وجود حاجة ملحّة تتضمّن وصول الكتاب إلى أكبر شريحة من القرّاء، وإيجاد تفاعل بين المبدعين والمثقفين العرب.

في هذا السياق، تعود "الدار العربية للكتاب" إلى العمل، بعد توقّف نشاطها في ليبيا لأكثر من ستّ سنوات، جاء ذلك بعد أن أصدرت وزارة الثقافة التونسية والهيئة العامة للثقافة الليبية قراراً بإعادة تشكيل أعضاء مجلس إدارتها، بحيث يتولى عبد المنعم محجوب رئاسته عن الجانب الليبي، ويعيّن عز الدين العبيدي مديراً عاماً للدار عن الجانب التونسي.

تأسّست المؤسسة عام 1973 كمشروع تونسي ليبي "يعنى بالنشر والترجمة والتوزيع، والاستثمار في مختلف الأنشطة الثقافية وبالخصوص المتعلّقة بالشباب واهتماماته"، بحسب بيان تأسيسها، وقد أصدرت عشرات الكتب في مجالات الأدب والفكر والفنون.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يقول العبيدي إنه "رغم توقّف عمل الدار في ليبيا بعد الثورة، لكن الفرع الرئيسي لها في تونس حافظ على استمراريته خلال الأعوام الماضية"، موضّحاً أن بين الإصدارات الأخيرة كانت "مدونة الشعر الشعبي في تونس" في عشرة أجزاء، والأعمال الكاملة للشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد (1955 – 2016)، كما أعيد إصدار ديوان أبو القاسم الشابي، وتصدر خلال الأيام المقبلة الأعمال القصصية الكاملة للكاتب المسرحي عز الدين المدني في أربعة أجزاء.

يضيف: "نعمل الآن على مسألتين أساسيتين؛ ترميم مقر الدار في طرابلس بعد استعادته، وإعادة تفعيل شبكة العلاقات مع المؤسسات والأفراد"، مشيراً إلى أنه سيعلن خلال شباط/ فبراير المقبل الإستراتيجية التي ستعمل المؤسسة وفقها.

يلفت العبيدي إلى أن الاستراتيجية تشمل الانفتاح على الإبداعات التونسية والليبية والعربية عموماً، وإعادة إصدار أمهات الكتب العربية في الأدب والفكر، والمشاركة في جميع معارض الكتاب العربية، وإصدار مجلة ذات بعد ثقافي عربي".

يُذكر أن "الدار العربية للكتاب" توالى على رئاسة مجلس إدارتها الكاتب الراحل خليفة التليسي، والأمين مازن، ورغم تعثّرها مؤخراً إلا أنها استطاعت أن تحقّق حضوراً نوعياً في بعض إصداراتها، وكان من المؤمّل أن تُنشأ مؤسسات ثقافية أخرى بين البلدين بحسب الاتفاقيات الموقعة، لكنها لم تر النور.