"الوثائقية والصحافية": الصورة كسلاح ضد الحقيقة

"الوثائقية والصحافية": الصورة كسلاح ضد الحقيقة

20 يناير 2018
(تصوير: ياسر علوان)
+ الخط -

يقيم مركز "فوتوبيا" محاضرة يلقيها الفوتوغرافي الوثائقي المصري ياسر علوان عند السابعة من مساء 28 من الشهر الجاري في القاهرة.

المناقشة تأتي تحت عنوان "الصورة الوثائقية مقابل الصحافية"، وفيها يعود علوان إلى ثلاثة كتّاب ومنظرين حول الصحافة والصورة؛ حيث يناقش مقولة المسرحي الألماني بيرتولد بريشت (1889-1956) حول الصحافة والصورة الصحافية، وتنظير المخرج والمصور الألماني فيم فيندرز (1945) عن طرق الرؤية، وما قاله الشاعر الأميركي وليام كارولس وليام (1883-1963) عن الأخبار.

بشكل عام، من المعروف أن الصورة الفوتوغرافية الوثائقية ترتبط بمشاريع أطول وأكثر تعقيداً من الصحافية المرتبطة بالخبر. لكن لطالما تقاطع الشكلان واعتبر منظرون أن الصورة الصحافية بعلاقتها الأقوى بعالم الميديا والخبر، متأثرة بشكل أكبر من الوثائقية بعناصر الترفيه عن الجمهور أو إثارته وسوق الإنتاج، وبالتالي فهي مرتبطة بالتلاعب والجهة التي تنشرها والسياسة التي تمثلها.

بالنسبة لبريشت فقد وضع كتابه "الحرب التمهيدية"، عام 1955، وهو مجموعة تتضمن ما أطلق عليه بريشت "سخرية الصور"، والتي تتألف من صور مقتطّعة في معظمها من الصحف اليومية ومع كل واحدة منها قصيدة من أربعة أسطر.من تصوير ياسر علوان

يرى بريشت أن الصورة استعملت كسلاح ضد الحقيقة، وكان قلقاً من أن الصور الصحافية أصبحت شكلاً من الكتابة الهيروغليفية تحتاج إلى من يفكّ لغتها ويكشف حقيقتها، فكان كتابه هذا بمثابة نص عن كيفية قراءة الصور.

وفي الحقيقة إن مقولات بريشت في كتابه هذا تصلح اليوم عند قراءة الصور والمنتجات البصرية التي نعرفها اليوم أكثر من أي وقت مضى، فيما يخصّ فظائع الإرهاب.

أما المخرج فيندرز فقد ألف كتاباً بعنوان "فعل الرؤية" وهو الذي سيقاربه علوان في المحاضرة، وفيه تحدّث الكاتب ضمن سلسلة مقالات عن العمارة والأزياء والمدن وتقنيات الفيديو، وعلاقة كل ذلك بشكل العالم بعد سقوط جدار برلين. ولم يخل الكتاب من محاورة طويلة بين فندرز والمخرج الفرنسي جان لوك غودار عن الصورة والسينما.

يقف علوان أيضاً عند الشاعر الأميركي وليام كارلوس وليام الذي كتب عن العلاقة بين الشعر والخبر، في قصيدته الشهيرة "من الصعب أن تحصل على الأخبار من القصائد/ مع ذلك، يموت الرجال ببؤس كل يوم، لقلة الأخبار عما وجدوا هناك"، حيث يتحدث الشاعر هنا عن غياب الحقيقة وتعتيمها، وعلاقة الشعر بالواقع والحرب وتوثيق البؤس الإنساني الذي لم تجاهلته الأخبار أو سكتت عنه.

يبني علوان محاضراته من هذه المقولات، ليستكشف علاقتها بواقع الصور المهيمن اليوم، وأهمية الحفاظ على الفرق بين الوثائقي والصحافي، كما لو كان الفرق بين الحقيقة وشبه الحقيقة.

يذكر أن الفوتوغرافي علوان أصدر كتابيّ كتالوغ؛ الأول بعنوان "الصرخة" (2000) والثاني "حرية الظهور" (2008)، وكتب عملاً بعنوان "تخيل مصر" (2008) وهو يعد بمثابة أرشيف بصري لمصر في العشرينيات، كما صدر له "مرايا أم شبابيك: كيف تقرأ الصورة" (2016).

المساهمون