جويطي وبحراوي: أن تكون روائياً مغربياً

جويطي وبحراوي: أن تكون روائياً مغربياً

27 سبتمبر 2017
(عبد الكريم جويطي في الندوة)
+ الخط -


في افتتاح فعاليات الدورة الثامنة من "المعرض الجهوي للكتاب" (اختتم الأحد الماضي)، احتضنت ساحة محمد بن زروال في مدينة سيدي قاسم الأسبوع الماضي ندوة حول "الرواية المغربية" بمشاركة الكاتبين، عبد الكريم جويطي وحسن بحراوي، تضمّنت تقديماً لآخر إصداراتهما: رواية "المغاربة" للأوّل، ورواية "النمر الفيتنامي" بالنسبة للثاني.

في كلمته، اعتبر جويطي أن روايته "المغاربة"، جزء من التفكير في سؤال إشكالي كبير هو "ما معنى أن تكون مغربياً؟"، ومن هنا تطرّق إلى العديد من الخطابات التي كرّست ضمن منظومة التعليم و"التاريخ الرسمي" إجابة أحادية، من هنا يدعو الكاتب إلى ضرورة مراجعة العديد من اليقينيات والتواريخ التي تفرض اليوم مساءلة هذا التاريخ المركب، والذي يجب إعادة كتابته وتفكيكه.

أما بحراوي، الذي ينشط في النقد بالإضافة إلى الكتابة السردية، فقال عن روايته الأخيرة بأنها ظلّت مسكوكة في متخيّله لفترة طويلة، وبعد أن انتهى من كتابتها ظلت عنده ضمن سلسلة من الأعمال الروائية الجاهزة.

يذكر بحراوي أيضاً أنه ظل يدرّس الرواية في الجامعة المغربية لسنوات عدة، وأنه يوماً ما قرّر أن يختار مقطعاً من نص سردي من إبداعه، ضمن امتحان نهاية السنة الجامعية وعلى عكس عادته في اختياره مقاطع من نصوص روائية مغربية معروفة، ولم يكن المقطع غير جزء صغير من رواية "النمر الفيتنامي".

في سياق آخر، اعتبر بحراوي أن "الروائيين المغاربة هم بدون أساتذة، دون آباء افتراضيين، استطاعوا أن يشكلوا ويقعدوا للرواية المغربية ضمن التربة الثقافية المغربية، بعيداً عن وصايا الشرق والغرب"، وهو مقوّم جعل من المنجز الروائي المغربي يحتفظ اليوم بكل مقومات التعدد، والانفتاح على أسئلة النص الروائي.

بالعودة إلى الحديث عن "النمر الفيتنامي"، يشير إلى تعدد الخطابات فيها واحتكاكها بالثقافة الشعبية وبالمسرح والموسيقى وغيرها من المجالات، وكما أشار إلى أن الرواية تشكل إرهاصاً أولياً لسلسلة من النصوص القادمة، وهي بتعبيره "نص مفتوح قصير "عائلي" قابل للانفتاح على ذائقة أي متلقٍّ من فئات عمرية متعددة".

وكما فعل جويطي، وقف بحراوي عند مسألة التعليم والتي برأيه لا يمكن الحديث على مستقبل الأدب بدونها. وإذا كان جويطي يحلم بطفل يذهب الى المدرسة، في مدينة مغربية ما وهو يدرك ويعرف أسماء الطيور والشجر وتواريخ الأمكنة، فإن الكاتب حسن بحراوي يعيدنا الى كتاب تودوروف "الأدب في خطر"، ليؤشر على تهديد قوي لظاهرة العولمة على مستويات حضور الأدب اليوم في المجتمع.

لقاء جويطي وبحراوي يندرج ضمن فعاليات "المعرض الجهوي الثامن للكتاب"، وهو من الفعاليات التي تكسر احتكار المدن الكبيرة لمعارض الكتب والفعاليات الثقافية بشكل عام، وجانب آخر من مسألة التعدّد التي تطرّق لها الكاتبان.

دلالات

المساهمون