ماسينيسا سلماني: علامات داخل البياض

ماسينيسا سلماني: علامات داخل البياض

02 سبتمبر 2017
(من المعرض)
+ الخط -

"الأشياء التي تنجزونها تحيط بي" هو عنوان المعرض الشخصي الذي يُفتتح اليوم في "غاليري آن ساراه بينيشو" في باريس للفنان التشكيلي الجزائري ماسينيسا سلماني (1980)، الذي يعود في هذا المعرض إلى مجموعة لوحات كان قد شارك بها منذ سنتين في "بينالي البندقية"، ونال بها تنويهاً من لجنة التقييم.

ليس هذا الاحتفاء السبب الوحيد لعودة سلماني إلى نفس مجموعة اللوحات، التي يستمر عرضها حتى 22 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الجاري، بل أيضاً لاستمرار راهنية مقولات لوحاته، إذ تقدّم خلطة من "العلامات" (بالمعنى السيميولوجي) قريبة من واقع العالم اليوم، الذي لا تختلف تركيبته عن تلك في 2015، بين ضجيج الخطاب السياسي، وتسارع الأحداث فيه، وعدم القدرة على الربط بين أسبابها وتقاطعاتها.

أبرز ما يلتقطه متلقّي أعمال التشكيلي الجزائري هو هيمنة اللون الأبيض على أعماله، وداخل هذا البياض يرمي بمجموعة العلامات، في سبيل تأليف مقولة حول ظاهرة أو ظواهر مما يخترق عالم اليوم مثل سطوة الهاجس الأمني، وعودة فكرة الحدود في العلاقات بين الشعوب، والإرهاب، وقضايا البيئة، وغيرها.

في معظم أعماله، يعتمد سلماني على قلم الرصاص في رسم شخصيات عمله (قد لا تكون بشرية بالضرورة). وإلى جانب ذلك، كثيراً ما يقدّم عنصراً بصرياً ملوّناً، هو في الغالب لا يحتل سوى جزء ضئيل من مساحة اللوحة، وهو أسلوب يساعد في الاحتفاء بـ "العلامات" ويساعد في مدّها بطاقة إيحائية، بالنظر إلى كثافتها داخل مساحة البياض الكبيرة.

كثيراً ما تحضر لدى التشكيلي الجزائري المقيم في فرنسا، عناصر بصرية ينهلها من عالم الصحافة، مثل الميكروفونات وقصاصات الجرائد، كما في معرض "الأشياء التي تنجزونها تحيط بي"، والتي تحمل هي الأخرى قدرات ربط بين الواقع والمنظومة الفنية التي يقترحها، وهو ما جرى التعبير عنه في ورقة تقديم المعرض بالقول "ممارسة الرسم عند سلماني تقدّم نفسها كشكل وثائقي".

المساهمون