"أيّوبة": اللجوء في قصص نساء ثلاث

"أيّوبة": اللجوء في قصص نساء ثلاث

18 سبتمبر 2017
(من العرض)
+ الخط -
في عمله السادس "أيّوبة" الذي يتواصل عرضه منذ شهور على عدد من المسارح البيروتية، يواصل المخرج الفلسطيني عوض عوض (1993) التطرّق إلى قضايا اجتماعية تشكّل السياسة من حولنا، ورؤيتنا إلى أنفسنا، ووعينا الذي نحمل لمواجهة العالم.

بعد "أولن في حلّ"، و"صدور العمّات"، و"سفرجل"، و"بورديلّو مرزوقة" و"طيور النورس"، يتكئ العرض الجديد على قصص حقيقية لثلاث نساء فلسطينيات من مخيمَي الرشيدية وبرج البراجنة في لبنان، جمعها المخرج وصاغها في قصة "أيّوبة" ضمن حوار دار بين النساء الثلاث عن مراحل حياتها، حيث يُقدّم عند التاسعة والنصف من مساء اليوم الإثنين، ويعاد عرضها في الموعد ذاته من مساء الثاني من الشهر المقبل على خشبة "مترو المدينة" في بيروت.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يرى عوض أن "البحث استغرق سبعة أشهر لكتابة نص العمل وإعداده، وقد اتخذ عنوانة نسبة إلى الصبر، الذي كابدته أيّوبة بسبب تأثرها بعوامل سياسية واجتماعية، لا تخصّ المرأة الفلسطينية فقط إنما العربية أينما وجدت".

بطلة العمل اكتفت بالدور الذي فُرض عليها متمثّلاً بتربية أطفالها والقيام بأعمال المنزل حيث يحتكر زوجها كامل حقوقها، وعليها فقط الصبر والاحتمال ما تتعرّض إليه من عنف وظلم يوازي مرارة اللجوء، وتتقاسم دور "أيوبة" بحسب مراحل عمرها كلّ من الممثلة والمسرحية اللبنانية عليّة الخالدي، والممثلة والمخرجة الفلسطينية ميرا صيداوي، والممثلة اللبنانية تالا النشّار.

"انبنى النص على عدد من المقابلات الحيّة مع لاجئات فلسطينيات في المخيّمين"، بحسب عوض، الذي يلفت إلى أنهن تجسّد في العمل بامرأة واحدة من أداء ثلاث فنّانات تروي محطّات مؤثّرة في حياتها ترغب بالإضاءة عليها، وهي في عمرها المتقدم توقظ ذاكرتها لتروي حكاياتها من جديد.

ويضيف "أن العمل يسلّط الضوء على انعكاس الأحداث الاجتماعية والسياسية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، خاصة الانكسارات التي تتالت منذ هزيمة حزيران عام 1967، وتشخّص الرجل العربي الذي يتخلّى عن المرأة في خذلانه وخيانته لها"، موضّحاً أن "العمل في مجمله يحاكي حياة اللاجئ/ اللاجئة ومصيرهما".

يختم عوض بالحديث عن "بساطة السينوغرافيا والديكور في المسرحية، حيث تتكدّس الكراكيب فوق بعضها البعض مع أشرطة الكهرباء وصناديق الخضار والسرير الذي يغلق ويمكن حمله في إشارة إلى وسادة اللاجئ وغطائه اللذين يحملهما على الدوام ولا يعرف إلى أين يذهب".

عوض الذي تخرّج من "الجامعة اللبنانية الأميركية" العام الماضي، استطاع أن يظهر رؤيته المسرحية في عدد من الأعمال التي قدّمها على مقاعد الدراسة وبعد إنهائها، وفي "أيّوبة" يذهب إلى كتابة امرأة تختزل في شخصياتها النكبة وتسلسل حياة اللجوء بعدها إلى اليوم مروراً بعدّة أجيال ومحطّات مختلفة وتحوّلات سياسية واقتصادية فرضت نفسها على المخيم طوال عقود سبعة.

المساهمون