منى السعودي في ليل امرئ القيس الطويل

منى السعودي في ليل امرئ القيس الطويل

15 سبتمبر 2017
(من المعرض)
+ الخط -
مثلما ألفت الحجر والتعامل معه، ألفت الفنانة الأردنية منى السعودي (1945) بيروت منذ عام 1969، تركتها وسافرت عدّة مرات، لكنها في كل مرة تعود إليها.

في العاصمة اللبنانية، يفتتح اليوم معرضها في غاليري "صالح بركات" ويستمر حتى 28 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، حيث يجري عرض 23 عملاً نحتياً إلى جانب ست من الرسومات، وكلها أعمال أنجزت بين عامي 1995 و2017 وهي فترة قضتها السعودي كلّها في بيروت، وفيها يتجسد نضج التجربة واكتمالها، ويتضح أن عمل الفنانة يدور بين أقطاب الحب والخصوبة والأمومة والأرض.

يتضمّن المعرض منحوتات من أنواع مختلفة من أحجار فخمة؛ من بينها سنجد عمل "قمر مكتمل" من حجر الترافيرتين وكذلك هو عمل "أمزجة الأرض" و"شروق الشمس"، أما "المتشرد" و"صبار" و"كسوف القمر" فهي من حجر اليشم الأردني الأخضر، في حين أن منحوتتها المعنونة "ماء الحياة" من العقيق اليماني، ومن الغرانيت الأخضر الزمردي نحتت السعودي نسخة من عمل "المرأة النهر"، كما توجد نسخة أخرى من المنحوتة نفسها من الرخام الأسود، ومن الحجر اللبناني الترابي اللون ثمة عدّة أعمال ضمن هذه المجموعة هي "بوابة الحياة" و"الأم الأرض" ونسخة مختلفة من "ماء الحياة"، ومن رخام الكرارا نحتت الفنانة عملها "المرأة الطائر".

المراة الطائرأما العمل المفاجئ فهو "بورتريه ذاتي" مصنوع من حجر الكلس أنجزته السعودي عام 1998، وهم عمل وردي يشبه الجبل، وتبدو فيه كما لو كانت تستلهم نحاتي المدينة الوردية "البتراء"، مثلما فعلت حين قدّمت عملها "هندسة الروح" أواخر الثمانينيات وهو عمل أساسي في مشوارها، حيث استوحته من النصب النبطية، وهو العمل المقام في الساحة الخارجيّة أمام "معهد العالم العربي" في باريس.

بالنسبة إلى الرسومات المعروضة، فمنها ما هو سكتشات للمنحوتات، وهناك عمل فني بعنوان "تحية إلى سان جون بيرس" وهو ألبوم مكون من 13 رسمة مستوحاة من قصائد الشاعر الفرنسي. كذلك هناك لوحة "تحية إلى امرئ القيس: الليل الطويل".

تعمل السعودي بالتقنيات التقليدية للنحت وهي تؤنسن الحجر، وتنقله من منطقة القسوة إلى فكرة ناعمة رحمية أمومية.

من بداياتها وحتى اليوم والسعودي مفتونة بالشكل الدائري والانحناءات، لن تجد لديها رغم اختلاف مراحل عملها والمدن التي عاشت فيها وضخامة تجربتها، أعمالاً ليست ملساء أو منعطفة ومتثنية ومنحنية، لا تروق لها الزوايا الحادّة ولا الخطوط المستقيمة تماماً.

وإن كانت السعودي قد بدأت شاعرة، حيث كانت تراسل مجلة "شعر" وهي ابنة 16 عاماً، وأصدرت في مرحلة مبكرة مجموعة بعنوان "رؤيا أولى"، فإنها هجرت الكتابة لكن الشعر استمر في الظهور في تفاصيل منحوتاتها.

دلالات

المساهمون