"ملتقى البشير الإبراهيمي": عودة إلى رموز الإصلاح

"ملتقى البشير الإبراهيمي": عودة إلى رموز الإصلاح

21 اغسطس 2017
(الإبراهيمي، 1889 - 1965)
+ الخط -

عاد الاهتمام في السنوات الأخيرة بشخصيات إصلاحية تمّ إقصاؤها في التاريخ الجزائري بعد الاستقلال، ومنها المفكّر واللغوي محمد البشير الإبراهيمي (1889 – 1965)، الذي عُقد حوله منذ عامين ملتقى دولي تناول البعد الحداثوي والتنويري في آرائه، واليوم يُعلن عن ملتقى آخر بعنوان "المنجز الفكري والأدبي في آثار الإبراهيمي" يومي 20 و21 شباط/ فبراير المقبل.

التظاهرة تنظّم في الجامعة التي تحمل اسمه في بلدة العناصر في ولاية برج بوعريريج؛ مسقط رأسه، بعد مرور أكثر من نصف قرن على فرض الإقامة الجبرية عليه إثر انتقاده حكومة بن بلة والتي استمرّت حتى رحيله، في محاولة لتسليط الضوء على مشروعه الذي توّزّع بين العمل الوطني وكتابة الشعر والرواية والفكر والتأريخ.

ودعت اللجنة المنظّمة الباحثين إلى إرسال ملخصات لمقترحاتهم في موعد أقصاه نهاية أيلول/ سبتمبر المقبل، مشيرة إلى أن هدف الملتقى هو "إبراز دور البشير الإبراهيمي وإسهاماته في مجالات عدة من أسئلة الخطاب الأدبي إلى مسائل الهوية وإشكاليات الدين والنضال من أجل تحرير الوطن".

يناقش المشاركون أهمّ المحطّات في حياة صاحب "عيون البصائر"، الذي تلقّى تعليمه الديني في شرق الجزائر، ثم هاجر إلى المدينة المنورة عام 1911 خوفاً من بطش الاستعمار الفرنسي، وهناك التقى عبد الحميد بن باديس حيث أسّسا سوية بعد عقدين "جمعية علماء المسلمين"، وكان الإبراهيمي نائبه فيها وخلَفه في قيادتها بعد رحيله.

بعد عودته إلى وطنه، تبنّى خطاباً معادياً للاحتلال في مقالاته وخطبه، وقد اختار تلمسان مقرّاً لممارسة نشاطه، وفيها أنشأ مدرسة "دار الحديث" عام 1937، إلى أن نفته السلطات الفرنسية إلى جنوب الجزائر، كما اعتقلته أكثر من مرّة.

أسّس الإبراهيمي جريدة "البصائر" عام 1946، وكان مؤمناً بالتعليم وإعادة المكانة للغة العربية في وجه الفرنسة، حيث كان له دور بارز في تأسيس أكثر من سبعين مدرسة في مناطق مختلفة من بلاده، وبعد عام 1952 سافر إلى عدد من البلدان العربية سعياً لقبول الطلبة الجزائريين في مدارسها وجامعاتها وطلباً لمساندتها في استقلال الجزائر.

دعَم صاحب "الأخلاق والفضائل" ثورة التحرير منذ انطلاقها، وكان من المدافعين عن ضرورة الكفاح المسلّح في وجه المستعمر، غير أنه اصطدم مع الحكومة الجزائرية بعد الاستقلال ففرضت عليه الإقامة الجبرية حتى رحيله عام 1965.

حدّد الملتقى أربعة محاور لمناقشة تجربة صاحب "الملحمة الرجزية في التاريخ"، هي: نسق الخطاب العقلاني الإبراهيمي وأسئلة "الإنسان" الجزائري/ العربي/ المسلم، من مسائل الهوية، الدين، الوطن والحرية، والبعد المحلي والعالمي في كتاباته، وخصوصيات الخطاب الأدبي في أعماله، والبعد الحضاري في خطاب "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" وإسهامات رموزها مثل بن باديس والطيب العقبي والعربي التبسي والإبراهيمي في تشكيل الهوية الجزائرية.

المساهمون