"القصة الشاعرة": تنظيرات هائمة

"القصة الشاعرة": تنظيرات هائمة

15 اغسطس 2017
هرير سركسيان/ سورية
+ الخط -
يقع المنظّمون للدورة الثامنة من "المؤتمر العربي للقصة الشاعرة" في فخاخ مصطلحات ينصبونها هم لأنفسهم؛ إذ لا نمسك على تعريف محدّد يوضح سمات هذا الجنس الأدبي، ولا نعثر في نتاجات أصحابها ما يشير إلى تنظيرهم حولها، إن لم نقل أن ما ينشرونه لا يندرج في تصنيف الأدب أساساً.

المؤتمر الذي ينطلق في التاسع عشر من الشهر الحالي تحت عنوان "القصة الشاعرة ومعادلة تجديد الإبداع العربي"، ويتواصل ليومين في "مركز الحسين الثقافي" في عمّان، بتنظيم من "دار النسر الأدبية" المصرية، و"منارة العرب للثقافة والفنون" الأردنية، وهما جمعيتان مغمورتان في بلديهما.

عند البحث عن "القصة الشاعرة" لا نعثر سوى على تنظيرات متناثرة حولها لقاص مصري يدعى محمد الشحات محمد، الذي يرى أن ما يميزها هو "التزامها بالتتابع الإيقاعي والقصصي في شكل دفقة تستمد تكثيفها من وجود رمز يربط بين دلالات النص، ويأتي التدوير الشعري ليمنع أي تسكين داخل النص فيحافظ على خروج النص فى شحنة واحدة فتقترب بذلك من شعر التفعيلة وتكثف حبكة السرد داخل النص فتقترب بذلك من القصة القصيرة والقصيرة جداً".

رغم حصول الشحات وبعض كتّاب ما يسمى بـ"القصة القصيرة" على اعتراف ودعم بعض المؤسسات الثقافية، وتنظميهم سبعة مؤتمرات سابقة، تبقى الأسئلة حول ضبابية هذا الطرح الذي يقترب من العدمية، فمجرّد الذهاب إلى "قصة" مكوّنة من مقاطع شعرية موزونة فإنه لا يمكن الخروج بحسب هذه الوصف بسرد حيث سيقع حتماً بالإلغاز والغموض وركاكة النظم بسبب قيد التفعيلة، أما الحديث عن حبكة السرد داخل النص الشعري فهناك تجارب عربية عديدة، بعضها ناجحة، تنطوي على هذه السمة دون أن يحتاج كتّابها ابتكار تصنيف جديد لقصيدتهم.

لكن ما يبعث على الاستهجان هو سعي "القاصين الشعراء" إلى مناقشة قضايا كبرى في كتابتهم، إذ تتضمّن مؤتمرهم المحاور التالية: "القصة الشاعرة بين حوار الثقافات والسلام الإنساني"، و"جماليات القصة الشاعرة في المواجهة"، و"دور القصة الشاعرة في حماية الهوية الإبداعية ومواجهة التطرّف".

من بين المشاركين: بشرى البستاني ومحمد نصيف وعادل العالي من العراق، وعبد الكريم العنزي من الكويت، وسليمة مسعودي من الجزائر، ومصطفى عمار ولمياء عبد المجيد من مصر، وصهيب العاصمي من السعودية، وأحلام الحسن من البحرين.

المساهمون