"أصيلة" الثقافي: موسم أفريقيا

"أصيلة" الثقافي: موسم أفريقيا

17 يوليو 2017
(راقصة الفلامنكو ماكارينا راميريث)
+ الخط -
تأتي الدورة الثانية والثلاثين من "موسم أصيلة الثقافيّ الدوليّ"- التي انطلقت في السابع من الشهر الجاري وتستمر حتى الخامس والعشرين منه- مُحمّلة بالنقاش حول مستقبل أفريقيا سياسياً واقتصادياً وأمنياً تماهياً مع الخطاب المغربي المتوجه حديثاً نحو القارة السوداء.

الندوة الأولى حول هذا المحور انطلقت من "أفريقيا والعالم: أي عالم لأفريقيا؟" وتتناول موقع القارة في الخارطة الاستراتيجية العالمية الجديدة، فبعد أن كانت صورتها قارة الأوبئة والفقر والديكتاتوريات وأصبحت تعيش تجارب تنموية صاعدة وديمقراطيات مستقرة فضلاً عن التنوع الثقافي واللغوي الواسع فيها، كما تجري مناقشة الإشكالات الأمنية المرتبطة بـ الهجرة السرية إلى أوروبا والحركات الإرهابية الراديكالية في الساحل الإفريقي ومنطقة القرن الإفريقي وتأثيرها على العالم.

الندوة الأخرى ناقشت "الشعبوية والخطاب الغربي حول الحكامة الديمقراطية"، وقد تناولها المحاضرون في سياق الأزمة التي تعانيها المنظومة الديموقراطية وأزمة النظام العالمي الذي تشكل بعد نهاية الحرب البادرة وأزمة الاقتصاد العالمي والمسألة الأمنية.

تضاف إلى قائمة الندوات، نقاش حول "المسلمون في الغرب: الواقع والمأمول" يتناول إشكالات الحوار والتعايش وموضوع التطرّف الديني في المجتمعات الإسلامية في أوروبا، ثم عودة إلى السياق العربي في ندوة "الفكر العربي المعاصر والمسألة الدينية".

في خانة الإبداع يُكرّم الموسم المفكر والباحث المغربي في الفلسفة الحديثة والمعاصرة محمد سبيلا (1942) صاحب مؤلفات هامّة حول الحداثة والإيديولوجيا وثقافة حقوق الإنسان. انطلق مسار سبيلا في النشر من كتابه "مدارات الحداثة" وصولاً إلى كتابه "الأسس الفكرية لثقافة حقوق الإنسان"، فضلاً عن رصيده في الترجمة أيضاً، حيث نقل إلى العربية "نظام الخطاب" لميشيل فوكو، و"التقنية- الحقيقة- الوجود" لمارتن هيدغر وترجمات في علم النفس والفلسفة. كما يكرم الموسم مجلة الأدب العربي الحديث "بانيبال" التي أسسها العراقي صموئيل شمعون.

تحتفي مدينة أصيلة أساساً بالفنّ، يلفت الزائر عند وصوله منحوتة "السوانح" المدشنة في ساحة "محمد الخامس" للفنانة المغربية إكرام القباج، ومنحوتة أخرى في حديقة عابد الجابري للفنان البحريني خليل الهاشمي، بعدها تظهر الجداريات الفنية داخل المدينة القديمة بشكل إبداعي، بحيث لا يكفي اللون الأزرق والأبيض الذي تتميز به المدينة الصغيرة المطلة على الأطلسي، بل أضاف فنانون مغاربة وأجانب ألوان أخرى لجدران "أزايلا". وإلى جانب الجداريات، ينشغل فنانون دوليون بأعمالهم على الحفر، أبرزهم الياباني أكيمي نوغوشي.

في نهاية الموسم، تُقام معارض للفنانين الدوليين المشاركين ومعرض جماعي للفنانين "الزيلاشيين" الشباب ومعرض لرسومات الأطفال، وترافق العروض الموسيقية معظم أيام الموسم من (07-25 تموز/ يوليوز)، من بينها عرض رباعي للكورد "أروكستر شامبر فرانشي"، وعرض للـ"الحضرة الشفشاونية" وفرقة "محمد العربي التمسماني" للمعهد الموسيقي بتطوان، إضافة إلى عروض يشارك فيها عازف القيثارة الإسباني خوان خوسي ألبا، والفنانة المغربية إحسان الرميقي ومجموعتها "زمان الوصل"، عازف العود المغربي إدريس الملومي، وأخيراً تؤدي ماكارينا راميريث عرضاً للفلامنكو.

المساهمون