الأمن اللغوي للعربية: مسألة افتراضية وواقعية

الأمن اللغوي للعربية: مسألة افتراضية وواقعية

17 يوليو 2017
رشيد قريشي/ الجزائر
+ الخط -
تحت عنوان "أي لغة سيتحدث العالم في 2100"، ألقى وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي محاضرة أول أمس في جامعة "الطائف"، تحدث فيها عما أطلق عليه "الأمن اللغوي للغة العربية"، معتبراً أنه مسألة تحتاج إلى أن يجري تبنيها على المستوى الرسمي والمؤسسي للدولة، والمجتمع المدني، والمؤسسات الثقافية، وحتى على مستوى الأفراد.

وإن كان ميهوبي قد وسّع دائرة المحاضرة للحديث عن الكيانات اللغوية التي ستهيمن على العالم بحلول 2100، وتناول مشكلة اللغة العربية من حيث أن المعرفة أسرع منها، لكن مشكلة اللغة العربية في الجزائر ما زالت تستحق الكثير من الجهد والالتفات إليها، كما أنها على مستوى معقّد يحتاج حلولاً سوسيوثقافية بقدر ما هي سياسية أيضاً. فالعلاقة مع اللغة العربية في البلاد هي علاقة بدأت مع معركة قديمة تعيش البلاد اليوم آثارها، بين طرف ليبرالي فرنكفوني ومحافظ عروبي وإسلامي ويدعو إلى التعريب، وفي الحقيقة إن صراعاً شبيهاً بهذا يدور الآن في بلاد عربية مختلفة بدأت علاقة أبنائها بالعربية تخفت شيئاً فشيئاً، وينتظرها جيل سينسلخ عن استخدام العربية فعلياً.

الأهم في ما يطلق عليه ميهوبي "الأمن اللغوي" هو إيجاد حلول لأزمة العربية مع أبنائها أنفسهم، فهناك بلاد لم تعلن بعد عن وجود مشكلة مع علاقتها بالعربية أو أنها ما زالت في حالة إنكار لها، ومن بينها لبنان والإمارات، وهناك بلاد، مثل المغرب والجزائر، ما زالت تخوض جدالاً حول التعليم بالعامية أو العربية أو اللغات الأخرى في البلاد.

الأمن اللغوي مطلب محق لوزير الثقافة، وهو داخلي وخارجي بالفعل، واقعي وافتراضي أيضاً، ولكن كيف سيكفل النظام التعليمي والثقافي والاجتماعي الذي تديره المؤسسة الرسمية في بلادنا ذلك؟ وهل يمكن أن يوضع برنامج أو خطة عربية لتحقيق هذا الأمان؟

المساهمون