من الوردي إلى صديقه: لعلّي لن أكتب مثلها

من الوردي إلى صديقه: لعلّي لن أكتب مثلها

13 يوليو 2017
(رسالة بخط يد علي الوردي، من كتاب "الرسائل المتبادلة")
+ الخط -
حضرة الأخ العزيز

بعد التحية

لم أكد أضع المكتوب السابق في صندوق البريد حتى وصل إلي مكتوبكم المحتوي على جريدة تشكيل الوزارة الصالحية فسررت بها كلّ السرور وأشكرك على هذه العناية في إرسال الأخبار في حينها.

ولقد وصلت إلي اليوم رزمة فيها الأطروحة وكتاب المتعة وكتاب الخراج ومجلة الأبحاث الاجتماعية وبضعة جرائد فكان سروري بها عظيماً جداً خاصة بالأطروحة المجلدة هذا التجليد الرائع مع أنها كانت ورقاً غير متصل بعضه ببعض.

وقد قرأت فيها شيئاً فأعجبت بها ولعلي لا أستطيع أن أكتب مثلها بعد الآن لأن أسلوبي العربي أخذ يضعف بعد انهماكي باللغة الإنكليزية كل الوقت. لقد قرأت في إحدى الجرائد التي أرسلتها إعلاناً عن كتاب لعبد الرزاق الظاهر "صور عن العراق" ولا أدري هل هو محتوٍ على مادة نافعة أم لا، وعلى كل لا أحب أن أشغلك في أمر إرسال الكتب في هذه الأوقات القريبة من الامتحان إذ ستحتاج إلى الوقت في التحضير وأملي بنجاحك كبير. فإذا جاء الصيف لعلك تجد بعض الوقت في إرسال هذا الكتاب مع كتاب الأخلاق والواجبات للمغربي والمنجد وهما موجودان في مكتبتي ولكني أخاف على المنجد أن يتكسّر جلده في البريد فالرجاء وضعه في علبة من ورق المقوى إن أمكن.

لقد حدث أمس في مدينة تكساس انفجار هائل مروع قلّ أن يحدث مثله وذهب حتى الآن ضحاياه المعلومة أسماؤهم (1200) قتيل ولعل القائمة ستزيد يوماً بعد يوم والنار والانفجارات لا تزال تهدد وجميع محطات الراديو مشغولة بالاتصال بمحل الحادث مباشرة ونقل تعليقات الحاضرين هناك إلى المستمعين. ومن العجيب أن عاصفة مروعة قد حدثت قبل يوم في شمال ولاية تكساس. أما الحادث الثاني الذي حدث أمس فقد حدث في جنوب الولاية في مدينة صغيرة اسمها مدينة تكساس وهي بعيدة عنا بمقدار 200 ميل، قريبة من ساحل المكسيك، ولعل الأخبار والبرقيات ستصل إليكم عنه فالرجاء عدم التشويش.

وأرجو السلام على الوالد وجميع الأقارب والأصدقاء، وقد فرحت بنجاة المعتقلين من الأقارب والأصدقاء والسلام.

علي حسن الوردي


*إحدى رسائل عالم الاجتماع العراقي إلى قريبه وصديقه خليل الورد، حيث كان يدرس في تكساس عام 1947، وهي مقتبسة من كتاب "الرسائل المتبادلة.. علي الوردي بين تكساس وبغداد" للمؤلف سلام الشمّاع، والصادر حديثاً عن داري "العربية للعلوم ناشرون" و"العرب".

المساهمون