"الدولي للمسرح الجامعي": وقوف عند الحركة

"الدولي للمسرح الجامعي": وقوف عند الحركة

01 يوليو 2017
(مشهد من "سقوط جيا" عرض الافتتاح)
+ الخط -
تحت شعار "الحركة، خاصية المسرح المعاصر" تنطلق الدورة التاسعة والعشرين من "المهرجان الدولي للمسرح الجامعي" في الدار البيضاء مساء الرابع من الشهر الجاري وتتواصل حتى التاسع منه.

المهرجان وتظاهرات مسرحية مغربية مختلفة، هو نتاج علاقة مركبة ومراحل مرّ بها المسرح المغربي عموماً والجامعي بشكل خاص، حيث كان للأخير حضور مختلف في الستينيات، أو خصوصية سياسية-ثقافية لم تعد موجودة الآن، إذ ارتبط تأسيس المسرح الجامعي وازدهاره بشخصيات ثقافية فاعلة سياسياً مثل الشاعر عبد اللطيف اللعبي والمخرج فريد بن مبارك، واللذين كانا يقدّمان نصوصاً مسرحية إشكالية على رأسها أعمال بريشت التي تنضح بالسياسة، فقد كانت هذه الأعمال متصادية بشكل ما مع أسئلة الواقع السياسي الصعب في مغرب الستينيات، حين ارتبط المسرح الجامعي بالاضطرابات في الجامعات والتي نتج عنها منع أي نشاط سياسي أو ثقافي أو فنّي داخل الجامعة.

سيظل الأمر كذلك إلى أن تعود العجلة إلى الدوران مجدّداً وإن كان بشكل بطيء وحذر ومحسوب، على يد بعض المسرحيين ومن أبرزهم حسن الصميلي الذي بدأ في نهاية الثمانينيات وآخرون يفكرون بأهمية تأسيس مهرجان دولي للمسرح الجامعي، باعتبار أن الجامعة ليست مؤسسة أكاديمية وحسب بل وثقافية.

وقد انطلقت منذ تلك الفترة عدة مهرجانات جامعية في مدن مختلفة على المستويين المحلي والدولي، ومن بينها مهرجان الدار البيضاء، والذي لم ينقطع منذ أن انطلق، ويُفتتح هذا الثلاثاء بعمل احترافي لفرقتي الأكاديمية المسرحية في روما و"نوفوليه" وهو بعنوان "سقوط جيا"، حيث إيطاليا ضيفة الشرف لهذه الدورة.

يشارك في المهرجان عروض مسرحية لمؤسسات أكاديمية من الجزائر، وتونس، ومصر، وعُمان، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، وإيطاليا، وروسيا، وفرنسا، والمكسيك، وكندا إلى جانب المغرب.

تُقام العروض في أحياء المدينة، وعلى مسارح "سيدي بليوط" و"المعهد الفرنسي" و"استوديو الفنون الحيّة" وغيرها من الفضاءات الثقافية في الدار البيضاء، حيث يستقبل المهرجان، هذه السنة ما يزيد عن 250 طالباً، ويكرّم المسرحي المغربي صلاح الدين بنموسى (1945).

رغم استمرارية التظاهرة، ورغم أهميتها في التبادل الثقافي وصقل الخبرات وتوسيع آفاق المشاركين والاطلاع على جديد المسارح الجامعية في العالم، لكن المسرح الجامعي المعاصر جرى تعقيمه من السياسة وروح النقد في معظم البلاد العربية، في حين لم تكن بداياته تفصل العمل الثقافي عن السياسي.

المساهمون