إعادة تخيّل المدن السورية.. عصف فكري ومعماري

إعادة تخيّل المدن السورية.. عصف فكري ومعماري

01 يوليو 2017
(حماة)
+ الخط -

تقيم كلية العمارة في جامعة "فينيسيا" الإيطالية ورشة لمشروع يجمع معماريين وطلبة عمارة من بلاد مختلفة بهدف إعادة تخيّل المدن السورية وكيف يمكن أن يكون تخطيطها والسيناريوهات المختلفة لإعادة بنائها بعد أن تنتهي الحرب.

يعتبر القائمون على المشروع، الذي يشارك فيه 1300 طالب عمارة من مناطق مختلفة من العالم، أنه "فرصة لتركيز الانتباه على ثقافة العمارة العالمية وعلى العنف ضد المدن السورية"، وفقاً لما يقول بيان مدوّنة المشروع الذي يعيد التأكيد على شراكة سورية في التراث العالمي الإنساني وأن مسؤولية إعادة بنائها لا بد أن يتحمّلها العالم.

قيّم المعرض هو المعماري الإيطالي ألبيرتو فيرلنغا، وهو أكاديمي أيضاً وكاتب لعدة مؤلفات في العمارة، كما يشارك في الورش ويديرها معماريون وأكاديميون سوريون زائرون في جامعة "فنيسيا"، من بينهم وسام العسالي وفارس صالح وماريا الأسود ويامن بدر وآخرين.

أما المعماريون الذي يساهمون بمحاضرات وورش وبناء مجسمات فهم من عدة بلدان، نذكر منهم فيليب أسدي من تشيلي، وسلمى سامر دملوجي من العراق، وعمّار خمّاش من الأردن. كما يحضر معماريون من البلد المنظم ومن المكسيك والبرتغال وفرنسا والباراغوي والمغرب وإيران وكولومبيا وإسبانيا وهولندا والبرازيل، حيث أن المشروع يتضمّن ورشاً وإنتاج أعمال واقتراح أفكار جديدة، ومحاضرات تتطرق إلى تجارب مدن أخرى بعد الحرب وللعمارة وإشكالياتها في المنطقة العربية.

وكان المعماري الأردني عمّار خمّاش قد كتب على صفحته في "فيسبوك" عن مشاركته في الورشة العالمية، وقال إنه يشرف على 52 طالباً وطالبة حيث يعملون على إعادة تخيّل أو استعادة مدينة حماة معمارياً، وأوضح خمّاش "سنبدأ بعمل مجسم بطول 21 متراً لنهر العاصي الذي خلق المدينة وألهمها فكرة نواعيرها؛ الأفكار الأوليه تتضمن تصاميم وتشمل تطبيق app يعطي مجتمع حماة في المدينة والمهجر الفرصة في تشكيل مستقبل المدينة".

عن التطبيق يوضح خمّاش أنه سيكون تفاعلياً "ينتج مخطّطاً شمولياً متغيراً وحيّاً وديمقراطياً وينبع من الناس والتفاصيل الدقيقة لحياتهم (...) وليس مخطّطاً شمولياً من الدولة أو مهندسي تخطيط المدن".

ويتابع خمّاش أن المشروع الأكبر لمدينة حماة هو "إنشاء مركز وأكاديمية ومتحف علوم يضع مدينة حماة على خارطة العالم في مجال تقنيات العالم القديم والحركة الميكانيكية وعلوم هندسة الري من التاريخ وإلى اليوم والمستقبل".

كما اعتبر المعماري أنه وعلى الرغم من أن لا شيء إيجابي في الحرب إلا أنها "تعطي فرصاً جديدة لإعادة النظر، ولدفعنا إلى التفكير بطرق غير تقليدية".

وإن كان الأسبوع الأول من المشروع قد انتهى مؤخراً، فإن هناك عدة طاولات عمل ستعقد خلال الشهر الجاري، حيث تقدّم المعمارية اللبنانية منار حمّاد محاضرة بعنوان "دلالات تدمير التراث" مساء هذا الثلاثاء، الرابع من الشهر.

كما يلقي المعماري اللبناني روبرت صليبا محاضرة "استراتيجية الحفاظ على التصاميم في بيروت ما بعد الحرب" في السادس من تمّوز/ يوليو، وفي السابع منه يلقي المعماري السوري ناصر ربّاط محاضرة حول "أخلاقيات التدخّل: تأطير نقاش أعادة البناء".

أما آخر محاضرات هذا الشهر فتُعقد في العاشر منه، ويلقيها المعماري اللبناني جورج عربيد وعنوانها "عمارة من العالم العربي".

المساهمون