محمد الصالح فقيه: رحيل صاحب "الظل" في الظل

محمد الصالح فقيه: رحيل صاحب "الظل" في الظل

03 يونيو 2017
محمد الصالح الفقيه
+ الخط -

على صفحته في فيسبوك كتب الشاعر الليبي عاشور الطويبي صباح اليوم عبارة قال فيها "ماذا سنفعل بعدك يا محمد؟ هكذا ترحل إلى ضفة النهر الأخرى في صمت"، كان الطويبي يقصد الشاعر الليبي محمد الفقيه الصالح (1953-2017) الذي رحل اليوم باكراً في مدينة طرابلس الليبية، مسقط رأسه وموضع رحيله.

كان صاحب "خطوط داخلية في لوحة الطلوع"، الذي انتقل إلى القاهرة لدراسة العلوم السياسية، قد عمل مع والده لفترة طويلة في مهنة تبييض النحاس، قبل أن يلتحق للعمل في وظيفة حكومية.

أصبح الشاعر من أشد المعارضين وأحد المغضوبين عليهم إبان حكم القذافي، فأودع السجن وقضت "المحكمة الثورية الدائمة" عام 1986، بالحكم المؤبد، وبعد مدة جرى رفع الحكم إلى الإعدام، حتى تدخلت وساطات كثيرة حالت دون تنفيذ ذلك.

عن تجربة السجن قال الشاعر في إحدى المقابلات معه: "تجربة السجن السياسي أو سجن الرأي تجربة هامة ومؤثرة في تفاصيل الحياة الشخصية التي تعيشها وخاصّة حين تكون فترة السجن في أهم فترات الشباب، وحين يكون الخوف من التصفية ملاحقاً لك في كل لحظة فيها، وحين لا تعرف أبداً متى يمكن أن تخرج، وهل سيأتي يوم تكون فيه حراً. في فضاء كهذا تنمو رغبة قوية في الكتابة كفعل تحدّ وحيد، وبالرغم من عدم وجود أيّ ظروف أو مواد مناسبة للكتابة فإنك تتحدّى وتكتب على ورق السجائر، على يدك، على ذهنك، المهمّ أنك عند ذلك تمتلك قوة غريبة تساعدك على أن تقنع نفسك باستمرارية وجودك، وهذا ما حصل معي، بالرغم من أن معظم الكتابات قد سرقت منّا حين كانوا يكتشفونها".

أصدر الصالح عدة مجموعات شعرية، من بينها: "حنوّ الضمّة سموّ الكسرة"، المجموعة التي أنجزها وهو سجين، و"الظل" التي كتبها في إسبانيا.

دلالات

المساهمون