وقفة مع توفيق عمران

وقفة مع توفيق عمران

22 يونيو 2017
(توفيق عمران)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع متلقيه.


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
يشغلني الوضع الاقتصادي التونسي. منذ سبع سنوات والوضع يتأرجح بين المتوسط والمتدني. لا محالة تخلصنا من الاستبداد ودخلنا مرحلة الحرية التي نستطيع الدفاع عنها، ولكن ذلك يكون أصعب مع تدهور الاقتصاد وتحريك أطراف خارجية لخيوط اللعبة.


ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
آخر عمل صدر لي كتاب باللغة الفرنسية عنوانه "15/15، تونس في رسوم" مع الصديقة الإعلامية إيناس الوسلاتي. هو عبارة عن 15 مقالاً مجسّدة بخمس لوحات كاريكاتيرية لكل مقال. وموضوعه المحطات السياسية والثقافية والاجتماعية الأبرز في تونس سنة 2015، من هنا (15 حدثا / سنة 15) استمدّ الكتاب عنوانه. أما عملي القادم فأشتغل عليه الآن وهو ألبوم كاريكاتير عنوانه "مافيوزي" ويهتم بموضوع وحيد، هو الفساد في تونس، ويصدر نهاية العام.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
لا أبداً، لم أرض يوماً على إنتاجي. الرضا عن الإنتاج هو عودة إلى الوراء. مثلاً، أنشر اليوم رسماً كاريكاتيرياً يعجبني وأعتقد أنه يفي بالغرض فنياً وفكرياً، ولكن في الغد أقول ليتني أنجزته بطريقة أخرى إذ تظهر لي نقائص عدّة. هذا بخصوص رسم، فما بالك بكتاب؟


لو قُيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
لو قيّض لي البدء من جديد، لتمسّكت أكثر بالمسار الذي كنت أحلم به وأنا طفل صغير، وهو السينما. لقد كنت أحلم بأن أكون مخرجاً سينمائياً ولكنّ ظروفاً عدّة منعتني من ذلك. لم يمنعني ذلك من القيام بدروس بالمراسلة حول كتابة السيناريو وأنا دائم الاهتمام بالسينما التونسية والعالمية.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
لا أريد أو أتمنّى تغييراً في العالم لأني لا أميل إلى الأحلام والتمنّي، بل أنتظر، من خلال قراءتي السياسية، أن العالم مقبل على مرحلة توزيع جديدة للخارطة الجيوسياسية. بعد مرحلة العولمة، العالم دخل أو بصدد الدخول إلى مرحلة الأوليغارشيا حيث يمّحي مفهوم الدول ويصبح العالم في كمّاشة مجموعة صغيرة تسيّره على هواها ومصالحها.


صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
الصديق الذي يخطر على بالي دائماً هو صديق دراسة، بالتالي أحتفظ باسمه... أما الكتاب الذي أعود إليه دائما هو "الأعمال الكاملة" لمظفر النواب. هو رفيقي ألتجئ إليه أوقات الشدة والانتكاسة فيبعث فيّ روحاً جديدة... كلماته تستفزّني فأبعث من جديد.


ماذا تقرأ الآن؟
- أنا الآن أقرأ كتاب "الأم" لـ ماكسيم غوركي. لقد قرأته في نسخة مختصرة باللغة الفرنسية وأنا تلميذ في المرحلة الثانويّة، ثم شاهدته شريطاً سينمائياً وأنا في الجامعة. والآن، أقرأ النسخة الكاملة بالعربية. هو من الكتب التي لا تمرّ على المرء مرور الكرام.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أتأرجح دائماً بين صالح عبد الحي، الشيخ إمام، إيديت بياف، لويس أرمسترونغ وجاك بريل... خاصة هذا الأخير، فهو الأقرب إلى قلبي. بين الفينة والأخرى أبتسم وأنا أستمع إلى الموسيقى، فأقول "كل من أحبّهم... ماتوا". أشعر وكأنني أنتمي إلى عالم آخر.


بطاقة
من مواليد 1959 في توزر، جنوب غرب تونس. رسام كاريكاتير ومصمّم وناشر، بدأ مشواره في ثمانينيات القرن الماضي من خلال الكاريكاتير السياسي في الجرائد التونسية، قبل أن يتوقف بسبب التضييقات في فترة حكم بن علي، ليهتم بالتصميم والنشر. شارك في معارض وأنشطة خاصة بالكاريكاتير في بلدان كثيرة منها: الجزائر، والكاميرون، وفرنسا ومصر. من منشوراته: "الجريد من خلال نكته" (بحث وثائقي وتعبير كاركاتيري على النكت، 2014) و"15/15" (كاريكاتير سياسي، 2016).

دلالات

المساهمون