"كتّاب الإمارات": المأمور باحثاً عن "مثقف حر"

"كتّاب الإمارات": المأمور باحثاً عن "مثقف حر"

20 يونيو 2017
محمود العبيدي/ العراق
+ الخط -

لم نسمع من قبل بموقف لما يسمى بـ"اتحاد كتاب وأدباء الإمارات"، نعرف أنه كعادته منسجم مع القطيع الأكبر، وها هو يبرهن على ذلك فيصدر تعميماً أقرب إلى التعميم الأمني:"على جميع الكتاب والأدباء والمثقفين والعاملين في حقل الكتابة والإبداع في الإمارات بمقاطعة أي جهة قطرية أفراداً ومؤسسات، داخل الدولة أو خارجها، ومنع إجراء أي لقاء أو إقامة أي نوع من أنواع التواصل أو المشاركة فى أي فعالية قطرية أو تابعة لقطر أو ممولة من قطر".

ليت هؤلاء ينضمون إلى حركة المقاطعة العالمية لـ"إسرائيل"، فإجراءتهم على درجة من الصرامة والالتزام وممهورة بعبارة تهديد لكل من تسوّل له نفسه التواصل مع أي كاتب أو جهة قطرية، فيضع نفسه "تحت طائلة المسؤولية".

يزيد "الاتحاد" تأكيداته على أنه يبصم بالعشرة للمقاطعين وحكمتهم، بـ"حرمان" قطر من  حضور "ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي"، الذي أعلن فلسطين ضيفة الشرف (لماذا لم يأخذ الاتحاد موقفاً حين بنى المعماري الإسرائيلي باني المستوطنات موشي صفدي "مسجد نخلة جميرا" في دبي؟ ألم يسمع بموقف المثقفين في سيرلانكا منه؟)

لا يتردّد المدعو حبيب الصايغ، "رئيس الاتحاد"، بتكرار كلام من قبيل "لا بد من سد جميع الثغرات التى يحتمل أن تستغل للعبث بسلامة الوطن ومصيره"، أو "الإمارات من الدول الرائدة فى مجال الانفتاح على مختلف الآراء والمواقف"، هل هذه هي الإمارات نفسها التي تسجن صحافياً لأنه قال رأياً على صفحته في فيسبوك؟

وربما يكون أطرف ما في البيان ذلك الأمل الذي يختتم به الصايغ كلامه، في أن يكون للمثقف القطري الحر موقف، ونحن ننضم إليه من حيث نأمل مثلما يأمل أن يكون هناك مثقف إماراتي حر ثم أن يكون له موقف.

المساهمون