شريف رزق.. رحيل عن "حيوات مفقودة"

شريف رزق.. رحيل عن "حيوات مفقودة"

15 يونيو 2017
شريف رزق
+ الخط -
قد لا يكون الشاعر المصري شريف رزق (1964-2017)، الذي رحل عن عالمنا أمس في المنوفية إثر نزيف في المخ، من الشعراء الذي حققوا حضوراً عربياً واضحاً، رغم ذلك، فإن قصيدته سرعان ما تبني مع قارئها علاقة مباشرة وحميمة، فثمة شيء أصيل وقريب في شعره من الإنسان في شقائه اليومي والعادي، تكتشفه ما إن تقرأ مجموعة من قصائده، شيء يبدو كما لو كان شعوراً ريفياً حميماً بالعالم ومحتوياته، لكنه ضائع في قلب مدينة.

"كنتُ أرى السَّعادة َفي غرفةِ المطبخِ لبيتِ صَديقي. الأجسَاد الكثيرة التي تروح ُوتجيءُ، الصَّدمات المتكرِّرة بدون اعتذاراتٍ أو انتظار لها، برطمانات المخلِّل والأطعمة الحرِّيفة، أرغفة الخبز الرَّقيقة. كلّ وجبة ٍكانتْ احتفالاً، بالخيطِ الذي يربطُ بينهم، بالطَّعامِ، بالكلامِ المهمِّ والفارغِ، بالثَّرثرةِ".

أصدر رزق سبع مجموعات شعرية، كانت أولاها "عُزلةُ الأنقاض" (1994)، ثم "لا تُطفِئ العتمة" (1996)، و"مجرَّةُ النِّهايات" (1999)، و"الجثة الأولى" (2001)، و"حيوات مفقودة" (2010)، و"أنتَ أيُّها السَّهو، أنتَ يا مَهبَّ العائلةِ الأخِيرَةِ" (2014)، و"هواء العائلة" (2016).

كان رزق منهمكاً بالشعر والكتابة عنه، وعلى وجه الخصوص التأريخ لقصيدة النثر العربية منذ ظهورها والتقلّبات التي مرّت بها حتى اليوم، وعن ذلك وضع رزق ثمانية كتب؛ من بينها "شعر النَّثر العربي في القرن العشرين" (2010)، و"الأشكالُ النَّثرشعريَّةُ في الأدبِ العربيِّ" (2014)، و"شعريَّة الحياةِ اليوميَّة والخطاب الشِّفاهيِّ، في قصيدة النَّثر العربيَّة الجديدة"(2016).

ساهم رزق في تحرير مجلَّة "الشِّعر" المصرية منذ 1993 وحتى 1998، ثم أسس مع شعراء آخرين "ملتقى قصيدة النَّثر"، كما أطلق مع الشاعر العراقي شاكر لعيبي مجلة "الحوزة الشعرية" التي كانت تصدر في بغداد.

من قصائده: "أثْنَاءَ تناولي لوجبتي، أرْفَعُ السِّكينَ أمَامِي وَأسْهُو، كشَاهِدٍ على الاعتذارَاتِ. على تلكَ الحافَّةِ المضِيئَةِ، تُولَدُ الذِّكرياتُ وتموتُ. على تلكَ الحافَّةِ، تنشطرُ قِطَعُ الطَّعامِ إلى أجْزَاءَ مُتناهِيَةٍ في الصِّغَرِ، أسِيرُ وَرَاءَ ذاكرتِي كقفَّاءِ أثرٍ، كراعٍ رَحِيْمٍ".

دلالات

المساهمون