"المسرح الدائري": عروض غير مدركة لفضائها

"المسرح الدائري": عروض غير مدركة لفضائها

05 مايو 2017
(عرض "العاصفة"، من المهرجان)
+ الخط -

أسدل الستار مؤخراً على مهرجان "المسرح الدائري"، في سابقة في تاريخ المسرح العُماني، حين وجد الممثلون أنفسهم أمام دائرة الجمهور، إلا أن معظم العروض المسرحية تجاهلت "دائرية المكان وأداء الممثل وحميمية الجمهور"، وفقاً لبيان لجنة التحكيم.

يأتي المهرجان الذي انطلق في 27 نيسان/إبريل، ضمن "أيام بيت الزبير المسرحية"، وشهد حضور ست فرق محلية أهلية، حيث قدّمت "فرقة تواصل" مسرحية "دوران" لـ طاهر الحراصي التي تدور حول المفارقات التي يتعرّض لها الفنان أثناء ممارسة دوره التنويري وكيف يهمّش هذا الدور من قبل المجتمع.

في حين قدمت "فرقة الصحوة" مسرحية "هذيان" لـ سعيد عامر، تناولت "الفكر الرجعي" الذي لا يقبل الاندماج في روح العصر ويرفض قيم التسامح والحوار. أما مسرحية "ظل وسبعة أرواح" التي قدمتها فرقة "مسرح الدن للثقافة والفن" من إخراج محمد الهنائي، فقد تداخل فيها الواقعي بالخرافي بأسلوب مزج بين الدراما والكوميديا.

وقدّمت فرقة "وطن" مسرحية "السفينة ما زالت واقفة" لـ محمد الريامي حول التحدّيات والمخاطر التي يواجهها البحارة وكيفية التغلب عليها، في إشارة إلى أهمية الروابط الإنسانية لمواجهة الحياة ذاتها. كما قدّمت فرقة "الرستاق" مسرحية "فَكّرَ" لـ خالد الضوياني وعالجت العلاقة بين الراعي والقطيع والذئب في إسقاطات على الواقع الاجتماعي والسياسي.

أما "فرقة الفن الحديث" فقدّمت مسرحية "العاصفة" لـ عماد الشنفري وتعالج مسألة تخلّي الكثير من الناس عن مبادئهم حين تأخذ السفينة في الغرق كتعبير عن قصور الفعل السياسي في إدارة الأزمات.

في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول المدير العام لبيت الزبير (مؤسسة أهلية) والمشرف على المهرجان، محمد الشحي، إن تظاهرة المسرح الدائري الذي يقدّم أول مرة في عُمان "تهدف إلى جعل العرض المسرحي أكثر ديناميكية وأكثر قرباً من الجمهور، حيث يجد الممثل محاطاً بالجمهور من الجهات الأربع وفي مساحة ضيقة نسبياً، مما يجعل الممثل أكثر اشتغالاً على إمكاناته المسرحية، وكذلك الأمر مع التقنيات الفنية للعروض".

وعن معايير لجنة التحكيم، قال الشحي: "هناك عدة معايير أهمها الحداثة والجدة في العروض، والفاعلية الأدائية الفردية والجماعية، والرؤية البصرية الإخراجية للعمل وتماسك العرض فنياً"، ولعل هذه المعايير التي لم تتحقق في مجملها وفقاً لبيان لجنة التحكيم، إلا أن جائزة العرض المتكامل ذهبت إلى مسرحية "ظل وسبعة أرواح" والجائزة التشجيعية لزاهر السلامي عند دوره في مسرحية "فكّر"، وجائزة أفضل مخرج لمحمد الهنائي عن مسرحية "ظل وسبعة أرواح"، وجائزة أفضل نص مسرحي لـ "هذيان" للكاتب هلال البادي، وجائزة أفضل سينوغرافيا لعرض "دوران"، وجائزة أفضل ممثل لمحمد الضبعوني وجائزة أفضل ممثلة مناصفة بين وفاء الراشدي ونجلاء البلوشي.

ورأت لجنة التحكيم في بيانها أن بعض العروض "لم تشتغل على الفكرة الأساسية للنص الأدبي فنياً، مما أدى إلى الغموض والتسطيح والمباشرة في الطرح، وكذا قلة الاشتغال على أدوات الممثل ولغته الجسدية، فيما تم تجاهل عناصر السينوغرافيا حيث غاب التكامل والانسجام في معظم العروض".

وأضاف البيان، أنه "في الوقت الذي حاولت فيه بعض العروض توظيف الموروث الشعبي، إلا أن هذا التوظيف كان أقرب إلى الاستعراض الفج وغير الواعي للفكرة. أما عن فكرة المسرح الدائري نفسها فبدا واضحاً أن معظم العروض لم تكن مدركة لفكرة هذا النوع من المسرح، فظهرت إشكالات في توزيع الكتل واستغلال المساحات والاتجاهات، مما أثر على انسيابية العروض، كما قلّ حضور العنصر النسائي في العروض المسرحية".

تأتي دورة "المسرح الدائري" كإحدى فعاليات "مختبر المسرح في بيت الزبير"، الذي يعمل إلى جانب المسرح على مختبرات الشعر والشباب والطفل والفنون التشكيلية. لكن السؤال هنا حول نظرة المؤسسات المستقلة الداعمة للثقافة، في ما إذا كان اشتغالها نابعاً من خطة واضحة أم مجرّد ظاهرة موسمية رهينة للظروف والتقلّبات.

دلالات

المساهمون