على حوافّ الألم

على حوافّ الألم

30 مايو 2017
("طاولة مفاوضات" عرض أدائي لـ منى حاطوم/ فلسطين)
+ الخط -

مرّت "صفقة القرن" مرور الكرام على مُتأدّبي المنطقة. إلى هذه اللحظة لم أطالع مادة عنها كتبها واحدٌ منهم. مع أنها صفقة "لا مثيل لها في التاريخ"، من حيث الأصفار على اليمين. حتى يمكن القول بأنها الصفقة الأكثر ندرة حتى من الكبريت الأزرق وأظافر الخنزير.

أهو تعالٍ من المتأدّبين أم هو سؤال جدوى الكتابة في أمر جلل كهذا؟ أم كلاهما معاً؟

أياً يكن الأمر، فلا ينبغي على هذه الفئة الفقيرة والمتوسطة في أحسن حالاتها، أن تشيح وجهاً عن انحطاط المنطقة "غير المحتمَل"، خوفَ انحطاط المكتوب.

فهذه الصفقة "الأعظم" سيكون لها، مضاعفات وتداعيات ثقافية في المستقبل. ومسكين وغلبان المتأدّبُ الذي يتوهّمُ حاجزاً باطونياً، بعد كل ما جرى، بين "الثقافة" و"الواقع".

على حوافّ الألم، أتذكر الآن قصيدة للشاعر إبراهيم طوقان رحمه الله. كتبها في ثلاثينيات القرن الماضي، وتيسّر لي قراءتها في سبعينياته.

والآن ونحن ضيوف على العام السابع عشر بعد الألفين، أسترجع بعض أبياتها. ثم ـ كما يفعل الكائن المزنوق ـ أنظر حولي (مثلما فعل مثيلي أمل دنقل)، فلا أرى أحداً سوى لص العقارات وهو يخطف كفاف الأجيال القادمة، مغادراً بعدما أوسعنا شتماً وفاز بكل الإبل.

إلهي! لقد وهن العظْم منا، ولا يهون علينا أن يهن مع أحفادنا وأحفادهم.

المساهمون