مي حمدان.. وجوه على درج في الجميزة

"مشاهدون": معرض مي حمدان في بيروت

25 مايو 2017
(من أعمال المعرض)
+ الخط -
معرضها الأول كان في المنزل، "كان يشبه العرس" كما تقول عنه التشكيلية اللبنانية مي حمدان. وكان الحضور محصوراً بأفراد عائلتها وأصدقائها وبعض المقرّبين. في معرضها المنفرد الثالث "مشاهدون" الذي يقام حالياً في قاعة "أمين وفادي للفنون" و"Galerie Plus ou Moins dix" على درج مار نقولا الجميزة في بيروت، تقدّم حمدان سبعة وعشرين وجهاً بمقاسات مختلفة حتى 27 من الشهر الجاري.

لـ حمدان طقوسها الخاصة، الصباح هو الوقت المناسب للقيام بالأعمال الفنية؛ قهوتها موجودة بشكل دائم، الموسيقى تسبقها إلى مشغلها. تفكّر قبل اختيارها لكنها في كل مرة تعود إلى وردة الجزائرية بأغنية "قلبي سعيد".

أصدقاؤها كانوا دوماً الداعمين الأساسيين و الناصحين والمرشدين لها منذ البداية، وكذلك زوجها. فلكل عمل من أعمالها القديمة، تستذكر صديقاً وعلاقته مع هذا العمل أو تلك اللوحة.

أمٌّ، مدرّسة، حاصلة على دكتوراه في الرياضيات النظرية، وتعشق الرسم والأشغال اليدوية منذ طفولتها. حوّلت حمدان منزلها إلى صالة عرض دائمة؛ صالة تتجدّد مع كل عمل تقوم بإنتاجه، بالإضافة إلى مرسمها الخاص والحيوية التي تحكمه.

بين عملها وبيتها، تتنوّع المحامل والخامات والتقنيات الفنية من حياكة وتطريز على الأقمشة والكولاج ورسم، ودمج مواد واكتشاف طرق جديدة لمعالجة سطوح لوحاتها، عبر الصُدفة أو من خلال البحث. كوّنت حمدان أيضاً مكتبة صغيرة، تزيّن بها مشغلها المليء بالحركة، والأشياء المبعثرة.

على أحد جدران بيتها، لوحة مطرزة على قماش لطائر صغير، تقول لـ"العربي الجديد" إنها من أوائل أعمالها، ورافقها الطائر وتطوّر شكله في أغلب أعمالها. تارة يكون متصدّراً للعمل، وتارة أخرى يكون مجرّد تفصيل، وكان هذا الطائر محور أحد المعارض التي أقامتها في السابق.

لدى مي نوع من الفطرية في عملها الفني، بعكس اختصاصها الأكاديمي المحض. من خلال الوجوه التي ترسمها، أو الخطوط التي تحدد بها اللوحة، وألوانها المنسقة بدراية على كامل سطح اللوحة، يستطيع المشاهد أن يرى الطفلة التي ما زالت داخل مي.

تأثرت التشكيلية اللبنانية بأعمال الفنان الإسباني بابلو بيكاسو، وهي تعتبر أن بعض أعماله رُسمت لها وحدها. وتعلّق على قولها بأنه "نوعٌ من الجنون". في المقابل، استعارت من معاصره أميديو موديلياني بعض تفاصيل أعماله وهو الذي تخصّص في رسم الوجوه، وهاهي حمدان في معرضها تعيد صياغة مسيرته بعفوية.

"اشتريت قطعة قماش وجلست أتأملها. فأخذت القماشة تخبرني عن حال أختها القماشة التي انفصلت بعد أن كانتا تنتميان إلى الثوب نفسه...". هكذا تتعامل حمدان مع موادها المختلفة، تعتبرها أرواحاً هائمة، تساعدها على الاستقرار داخل اللوحة التي ترسمها، أو الأقمشة التي تقوم بجمعها، لتشكل منها عملاً فنياً.

دلالات

المساهمون