فيلم "ابن باديس": اعتراضات قبل العرض وبعده

اعتراضات حول فيلم "عبد الحميد بن باديس" بعد عرضه في قسنطينة

24 مايو 2017
(عبد الحميد بن باديس في حلقة درسه)
+ الخط -
يتواصل الجدل حول فيلم "عبد الحميد بن باديس" للمخرج الفلسطيني السوري باسل الخطيب منذ أن أُعلن عن البدء في إنتاجه العام الماضي ضمن فعاليات "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"؛ العمل الذي يعدّ من أضخم النتاجات السينمائية الجزائرية التي تصوّر سيرة مؤسّس "جمعية العلماء المسلمين".

ارتأى منظّمو التظاهرة الاحتفاء بابن باديس (1889 – 1940)، أحد أبرز رموز قسنطينة، الذي تحظى شخصيته بالاختلاف بين المؤرّخين لها حول دوره في الإصلاح الديني وآرائه بين التشدّد والانفتاح، وكذلك حول موقفه من الاستعمار الفرنسي وطريقة مقاومته.

لكن الاحتجاجات بدأت من عائلته على التمثال الذي نُصب له في وسط المدينة كشيخ طاعن في السن بينما رحل وهو في الحادي والخمسين من عمره، وقد تمّت إزالته والتعهّد بتغييره لكن ذلك لم يحدث إلى اليوم.

بعد ذلك، انطلقت الاعتراضات في الصحافة حول اختيار مخرج غير جزائري لعدم معرفته الكافية بتلك الحقبة وتجاذباتها السياسية والفكرية، مستذكرين أعمالاً سينمائية سابقة لم تلق رواجاً بسبب ذلك، كما انتقد آخرون تكليف الشاعر رابح ظريف بكتابة السيناريو التي لم يخبرها من قبل.

في عرضه الأول أمس في "قاعة أحمد باي" في قسنطينة، عاد السجال مجدّداً حول ما اعتبره البعض "صدمة غير متوقّعة"، إذ أشارت الصحافية ريم بن محمد في مقال لها اليوم إلى "سطحية الطرح والحوار الذي أُعدّ بطريقة هزيلة طيلة ساعتين مما وُصف بأنها مهازل شوّهت قامة مثل رائد الحركة الإصلاحية الوطنية".

الفيلم تأخّر إنجازه لأسباب غير معلنة عزتها تسريات إعلامية إلى خلافات بين المخرج وبطل العمل يوسف سحيري حول أداء دور بن باديس، وأخرى إلى مصاعب في التصوير بين الأماكن التي تنقّل بينها العلّامة الجزائري.

يتطرّق العمل الذي يُعرض اليوم في الجزائر العاصمة وغداً في وهران، لمحطّات إنسانية ودرامية مهمّة في حياة ابن باديس، مثل: وفاة ابنه الوحيد، وانفصاله عن زوجته عام 1932، ومساومة الاستعمار الفرنسي لوالده محمد المصطفى عام 1933 بتقديم مساعدات له من أجل الضغط على عبد الحميد لتقديم استقالته، مما أجبر والده على التظاهر بأنه تبرّأ من ابنه.

كما يقدّم مشاهد تبرز إنسانية الرجل وعدم تعصّبه، إذ لم يعترض على سماع الموسيقى، وارتاد المسرح أكثر من مرة، وغيرها من المواقف التي اعتمد صنّاع الفيلم فيها على أكثر من 150 مرجعاً إلى جانب وثائق الشرطة الفرنسية وبعض الرسائل التي كانت تصل الشيخ من كلّ بلدان العالم.

المساهمون