وقفة مع غسّان غائب

وقفة مع غسّان غائب

18 مايو 2017
غسّان غائب
+ الخط -
تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.



■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
الحقيقة أنا دائم العمل في مرسمي، وانشغالاتي متعدّدة بين أغراض ولوحات ونحت ودفاتر فن. معظم هذه الأعمال أؤدّيها ليلاً، لأنني أجد فيه السكون والهدوء، أما الأوقات النهارية فأقضّيها عادة بين القراءة في المكتبات وزيارة المعارض في الغاليريهات والمتاحف.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك المقبل؟
آخر مشروع عملت عليه هو "جناح فراشة" والذي يتناول التحوّلات الجيوسياسية والاقتصادية التي حدثت وما زالت تداعياتها تنمو وتتطوّر كحالة سرطانية، شملت جسد بلدان وشعوب كثيرة أدّت إلى تفتيت وتقسيم البلدان إلى أجزاء صغيرة ومبعثرة. حاولت استعارة وتبنّي جسد الفراشة لما يمثله من رقة وجمال وليونة وترحال وهجرة، وهي كائن طبيعي صرف. ومن هنا حاولت إسقاط فكرة الخريطة (جغرافية المدينة) لما تمثله من صناعة بشرية من إنتاج العقل. صار الشكل ذا نموذج مزدوج (طبيعي وصناعي) وكلا النموذجين يحمل آلية النمو والارتقاء والموت والتحلل والفناء.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
الحقيقة أنا مؤمن بما أحاول أن أنجزه من فن، والفن بالنتيجة هو عمل ذو هدف. أحياناً أصل لما أصبو له، وأحياناً كثيرة تستهويني روح المغامرة والدهشة في محاولة صياغة إبداعية مغايرة توقظ تحفّزي للهدم والبناء واللعب كطفل ملّ من لعبته ويحاول إيجاد لعبة مغايرة من حيث الشكل واللون والحركة والصوت.


■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
بالتأكيد سأختار الفن طريقاً مرة أخرى، مع استحالة حدوث اختيار كهذا. كذلك سأختار حياتي في بلد أكثر أمناً وسلاماً من بلدي، وربما سأختار اسماً جديداً وحياة جديدة، ولكني بالتأكيد سأختار نفس الأصدقاء والأحبّاء.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
أتمنّى أن يسود السلام في العالم وأن يكون عالمنا أكثر أمناً وطمأنينة وأقل عنفاً وجريمة وحروباً. كذلك أرغب بشكل جدّي أن تنطلق حملات على مستوى عالمي لحماية كوكبنا من التلوّث البيئي.


■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
من الشخصيات التي أودّ لقاءها بشغف أمي، وأصدقائي رحمهم الله، والفنان ياسين عطية والشاعر عبد الأمير جرص.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
الكتاب الذي أعود له دائماً هو رواية "عالم صوفي" للكاتب جوستين غاردر، وهو تساؤلات فلسفية تطاول الحياة والوجود ويتضمّن تعريفاً وشرحاً مبسّطاً للفلسفة بطريقة مرنة من بداياتها وصولاً إلى فلسفة ما بعد الحداثة.


■ ماذا تقرأ الآن؟
أقرأ الآن كتاب "الصورة.. المكوّنات والتأويل" لـ غي غوتييه.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
الحقيقة أنا مزاجيٌّ في سماع الموسيقى ولا أركن إلى نمط معيّن، لكني أسمع أحياناً من الفلكلور العراقي ومن الموسيقى العربية، وأحياناً كثيرة أستمع للأغاني الأجنبية مثل خوليو إغليسياس ولويس أرمسترونغ، وكذلك للموسيقى الكلاسيكية وأقترح سماع العمل الأوركسترالي الرائع Boléro للموسيقار الفرنسي موريس رافيل.


بطاقة
فنان تشكيلي عراقي ولد في بغداد عام 1964. درس الفن في "معهد الفنون الجميلة" و"أكاديمية الفنون الجميلة" في بغداد.
من معارضه الفردية: "الوشم" (2005)، و"مطرود من الجنة" (2010). أما الجماعية، فقد شارك في قرابة ثلاثين معرضاً، من بينها: "مهرجان بغداد العالمي الأول للفنون" (1986)، و"بينالي الفن الآسيوي" في دكا، و"معرض قبل، بعد، الآن" (2003) في لندن، و"الفن في العراق اليوم" (2011) في ميم غاليري في بيروت ودبي، وآخرها "فابرك أكسبو آرت فير" في لوس أنجلس العام الماضي. تُقتنى أعمال له في كل من "المتحف العربي للفن الحديث" في الدوحة، و"مركز الفنون التشكيلية" في بغداد، و"المتحف البريطاني" في لندن، و"المتحف الوطني الاردني" في عمّان.

دلالات

المساهمون