مقاطعة معمارية سريلانكية لـ"إسرائيل": ماذا عن العرب؟

مقاطعة معمارية سريلانكية لـ"إسرائيل": ماذا عن العرب؟

06 ابريل 2017
(مستوطنة موديعين الإسرائيلية، من تخطيط موشي صفدي)
+ الخط -

لم يجد المعماري الإسرائيلي الكندي موشي صفدي (1938) دفاعاً أفضل عن نفسه، في وجه حملة مقاطعة سريلانكية، من القول إنه يضع خططاً معمارية في السعودية ودبي وإنه مقبول هناك ولا يواجه مشاكل، في حين يقرّ "أنه اعتاد على أن كثيرين يعتبرونه رمزاً للأسرلة، وأن عليه أن يتعامل مع هذا الأمر ويواجهه في كلّ مكان".

يأتي كلام صفدي هذا في تصريح لصحيفة "هآرتز" العبرية نُشر مؤخراً، ضمن متابعة للهجوم الذي تشنّه صحيفتا "ذا ساندي تايمز" و"ديلي إف تي"، في سريلانكا منذ شباط/ فبراير الماضي، احتجاجاً على مشاركة صفدي في تصميم 68 شقة في قلب العاصمة كولومبو، نظراً إلى أنه شارك بشكل مباشر في تخطيط وتصميم مستعمرات ومشاريع في فلسطين المحتلّة.

استند المحتجّون إلى مقال نشرته "غارديان" في 2010، تناول مشاركة المعماري في بناء مستوطنات إسرائيلية، لكن صفدي، وفي ردّ على هذا الهجوم، نشر رسالة في "ديلي إف تي" يخاطب فيها الجهات الرافضة لمشاركته في مشروع إعماري سريلانكي، زاعماً أن "غارديان" نفسها عادت واعتذرت عن هذا الخطأ وأكّدت عدم صحّة هذه المعلومة.

"يزعم أنه يضع خططاً معمارية في السعودية ودبي وأنه مقبول هناك"، الأمر بدا وكأن أحداً لم يصدّق صفدي ولم يلتفت إلى محاولاته تبرئة نفسه، ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، فقد عاد أحد ناشطي "منظمة مخطّطون ومعماريون من أجل العدالة في فلسطين"، أفيف حاييم، المسؤول عن مقال "غارديان" الأول، للردّ على ادّعاء صفدي البراءة؛ فنشر في "ديلي إف تي" قبل أيام، مقالاً يكشف عن مشاركة صفدي في مشروع لبلدية الاحتلال في القدس، يحمل اسم "11155"، وهو مشروع ضمن عدّة مشاريع أخرى تروّج للإعمار اليهودي في الجزء الشرقي من القدس المحتلة. بينما ردّ صفدي على ذلك بأنه ترك المشروع حين أدرك أن فيه محاولة لاحتوائه.

وفي حين يصرّ حاييم على سلسلة من الحقائق حول مشاركة صفدي في عدّة مشاريع أقيمت على أراضٍ صودرت من فلسطينيين في يافا والقدس، يؤكد هو في المقابل أنه يرفض ورفض دائماً، ومنذ عام 1967، المشاركة في بناء مستوطنات (أبسط بحث على موقعه يظهر أن صفدي هو مخطِّط مستوطنة "موديعين"!)، لكنه يقرّ بـ "ترميم أحياء يهودية وبيوت في القدس الشرقية"، والمشاريع الأخيرة لا يمكن إدراجها خارج مساعي أسرلة وتهويد مدينة القدس المحتلة وتدمير هويتها العربية وترحيل سكانها الفلسطينيين على يد بلدية الاحتلال.

إذ إن صفدي هو مصمم مشروع أسرلة منطقة "مأمن الله" قرب "باب الخليل" في القدس، حيث حوّلت بلدية الاحتلال المنطقة العربية (تضم مقبرة مأمن الله التاريخية التي ما زال تدميرها متواصلاً) إلى سوق تجاري إسرائيلي يحمل توقيع صفدي. فهل يعقل أن يُطلب من معماري كهذا تصميم "مسجد نخلة الجميرا" في دبي كما يؤكد موقع صفدي الإلكتروني؟

ويبقى السؤال إذا كان بلد كسريلانكا استطاعت جمعياته تنظيم حملة ضد مشاريع المهندس الصهيوني صفدي، فماذا عن الإمارات العربية المتحدة والسعودية، وما هي فعلاً حقيقة أقوال صفدي أو مزاعمه بأنه مقبول كإسرائيلي في السعودية ودبي؟

المساهمون