عيّاد موسى العوامي.. غياب بعيداً عن المركز

عيّاد موسى العوامي.. غياب بعيداً عن المركز

27 ابريل 2017
عيّاد موسى العوامي
+ الخط -
"مقدّمة في علم المتاحف"، "الصراع بين الإنسان والحيوان"، "الحيوانات والحضارة"، "دليل متحف التاريخ الطبيعي"، هذه عناوين بعض من كُتب الأكاديمي والباحث الليبي عيّاد موسى العوامي (1944-2017) الذي رحل مؤخراً في مدينة البيضاء، مسقط رأسه.

رغم انكباب العوامي على البحث العلمي ثم صياغة معرفته على نحو أدبي، وتخصّصه في اهتمامات قلّ الالتفات إليها في مواضيع الكتابة العربية، إلا أن خبر وفاته مرّ من دون أن تلتفت إليه الصحافة، وكأن قدر الكتّاب البعيدين عن مدن المركز في الثقافة العربية أن يظلّوا في منطقة الهامش أحياء وأمواتاً.

تبدو اهتمامات الكاتب فريدة من نوعها، إذا ما قيست باهتمام الكاتب والباحث العربي في مجال علوم الحيوان والمتاحف، وحتى في ما يخصّ علاقة الثقافة العربية بالحيوان، فقد اهتمّ العوامي بدراسة حضور الحيوانات في الأمثال العربية، وتاريخ الخيل والإبل في حركة الحضارات، وأيضاً وصف الحيوان في الثقافة الشعبية، كما وضَع مؤلفاً موسّعاً حول تاريخ الطير وهجراته.

يأتي اهتمام العوامي بعالم الحيوان وعلاقته بالحضارات، منسجماً مع دراسته، إذ تخصّص في علوم الأحياء في جامعة طرابلس التي تخرّج منها عام 1966، قبل أن ينتقل ليكمل أبحاثه ودراساته العليا في جامعة "جورج واشنطن" في الولايات المتحدة.

لم يقتصر اهتمام صاحب "المصادر الأجنبية عن الحيوانات البيئية"، على الكتابة عن الطبيعة والإنسان والحيوان، فقد حوّل هذا الاهتمام إلى واقع يلمسه الناس في الحياة اليومية، فكان صاحب فكرة تأسيس متاحف "القيقب" و"الزاوية القديمة" و"بنغازي" و"المتحف الطبيعي"، وأطلق ظاهرة معارض الزهور والنباتات في مدينته البيضاء.

كان العوامي يركّز على فكرة واحدة، غالباً ما نجدها في مقدّمات مؤلفاته، وهي أنه يكتب مادة علمية ولكنها موجهة للقارئ العادي، مشيراً إلى أن بإمكان المتخصّص الاستفادة من عمله، لكن هدفه الأول هو ذلك القارئ غير المتخصّص، من هنا كتب عن أمور جافة بلغة أدبية سائلة، ولهذا تصبح قراءة "يسألونك عن الحيوان" أو "مقدمة في علم الحيوان" أو "أوراق في التاريخ والفن" مدخلاً بحثياً بعيداً عن الإملال والتعقيد، وفي ذلك فقد بلغ هدفه الذي لخّصه بأنه "تبيسط العلوم البيولوجية للقارئ العادي".

رحل العوامي وعلى مكتبه مؤلّفات أنجزها ولم تنشر بعد، وهي "فن الصيد بالصقور"، و"طرق الصيد والتحنيط" و"فنون العرض في المتاحف والمعارض" و"المفصّل في علوم المتاحف".

المساهمون