"من مرج دابق إلى سايكس بيكو": تحوّلات 500 عام

"من مرج دابق إلى سايكس بيكو": تحوّلات 500 عام

20 ابريل 2017
(رسم توضيحي لمعركة مرج دابق)
+ الخط -
بين معركة مرج دابق عام 1516 واتفاقية سايكس/ بيكو عام 1916، عاش العالم العربي محطّات بارزة من حروب وصراعات وتنافس بين القوى الغربية عليه، قادت إلى تحوّلات اقتصادية واجتماعية وسياسية لا تزال تداعياتها ومخرجاتها تؤثّر بشكل كبير على راهن البلاد العربية ومصيرها.

محاور عديدة يناقشها "المؤتمر السنوي الرابع للدراسات التاريخية" الذي ينظّمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في بيروت، غداً الجمعة، ويستمرّ ثلاثة أيام تحت عنوان "العرب: من مرج دابق إلى سايكس – بيكو (1516 – 1916)، تحوّلات بنى السلطة والمجتمع: من الكيانات والإمارات السلطانية إلى الكيانات الوطنية".

تقف الورقة المرجعية للمؤتمر عند نشوء السلطنة العثمانية والدولة الصفوية في إيران في القرن السادس عشر، والحرب التي اندلعت بينهما نحو قرنين، إلى أن حُسمت لصالح العثمانين، لكنها كشفت العالم الإسلامي بدوائره الثلاث: التركية والعربية والفارسية لتدخلّات وسياسات الدول الأوروبية بمركنتيليتها وأساطيلها وسلعها والباحثة عن أسواقها وطرق المواصلات المؤدّية إليها.

كما تبحث الفرضيات المتعلّقة بانتقال ثقل التجارة العالمية من المتوسّط إلى الأطلسي بعد الاكتشافات البحرية الكبرى، ومنها تحوّل الحروب المتوسطية بين العثمانيين والأوروبيين إلى حروب قرصنة لا طائل منها ولا نتائج حضارية لها، وتبديد الصراع الصفوي/ العثماني قوى الدولتين الإقليميتين وإدخالهما في سياق الرهانات الغربية، ودخول السلطات المحلية العربية في إشكال الصراعات الأهلية والقبلية والأسرية، وما تبعه من اعتماد أصحاب الثروات المحلية على التجارة الأجنبية وخدمتها.

ثم ترصد "سايكس بيكو" بوصفها حدثاً تأسيسياً ومؤشّراً لحوادث لاحقة أخطر: وعد بلفور وتسليم فلسطين وتجزئة استعمارية للبلدان العربية مفتعلة حدودها السيادية الوطنية ومستشكلة تراكيب ديموغرافيتها الإثنية والدينية والمذهبية المتداخلة داخل كل منظومة حدود والممتدّة أيضاً في ما بين الحدود.

يضمّ المؤتمر محاور ثلاثة؛ الأول يناقش التوسّع العثماني وتداعياته في سياق تاريخي لحكم السلطنات والبناءات السياسية المركزية والإمارات في التاريخ الإسلام، والثاني يلقي الضوء على التنظيمات العثمانية وحركات الإصلاح والفكر الدستوري في العالم العربي الإسلامي المتوسطي (تداعيات المشروع التحديثي على المجتمع والسلطة)، والثالث يقارب المسألة الشرقية ونقائضها بين "اقتسام تركة الإمبراطورية" وتشكل الكيانات الوطنية وبواكير الوعي القومي.

المساهمون