"ٌقمر تحت الغيم": ثلاثة أمور عن حلب

"ٌقمر تحت الغيم": ثلاثة أمور عن حلب

17 ابريل 2017
(قلعة حلب)
+ الخط -
اختار الشاعر السوري فؤاد م. فؤاد والأستاذ الباحث في "الجامعة الأميركية" في بيروت، عنوان "قمر تحت الغيم" لمحاضرته التي يلقيها حول "التنوّع الثقافي في حلب"، عند الخامسة من مساء بعد غدٍ الأربعاء في "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت.

"قمر تحت الغيم" اسم طبق من المطبخ الحلبي، حيث أن الطعام هو أحد المواضيع التي سيطرحها فؤاد إلى جانب العمارة والموسيقى، وفقاً لما يقول في حديث لـ "العربي الجديد"، ويضيف إنه يسمّيه "مطبخ الشرق بامتياز، حيث يجمع المطبخ الحلبي أنواعاً مختلفةً ومؤثّرات من الهند وصولاً إلى فرنسا".

أما المحور الثاني الذي يناقشه المحاضر، فهو العمارة الحلبية، وهي من الحجارة، والتي ساهمت وفقاً لفؤاد في ترسيخ الاستقرار، لا سيما وأن هذه المدينة ذات تاريخ مؤثّر فهي من المحطّات الأساسية لطريق الحرير، ويعود عمرها تقريباً إلى سبعة آلاف سنة، حتى أن اللهجة الحلبية قد ابتلعت داخلها مفردات سنسكريتية وتركية وسريانية وطليانية، وظهرت كلّ هذه المؤثّرات العالمية والتاريخية في الموسيقى، وهي المحور الثالث الذي يطرحه فؤاد في المحاضرة.

يشير فواد إلى أن "جزءاً من المحاضرة يتناول فترة الستينيات، وهي فترة فقدت فيها المدينة دورها المركزي"، لافتاً إلى أن حلب "كانت مملكة ثم أصبحت ولاية واسعة في العهد العثماني ثم محافظة ممتدّة، إلى أن وصل البعث إلى الحكم فأصبحت مساحة صغيرة بعد أن اقتطع منها امتدادها الزارعي بفصل إدلب عنها، وكذلك حدث مع عمقها الشرقي بعد فتح طريق دير الزور دمشق، مما أدى إلى سحب الدور المركزي للمدينة لصالح دمشق موضع تمركز السلطة".

عن دواعي المحاضرة اليوم والحاجة للتطرّق إلى موضوع التعدّدية الثقافية في المدينة التاريخية، يشرح فؤاد لـ"العربي الجديد" إن "ما أصاب المدينة في الفترة الأخيرة كارثة، بالمعنى الأنثروبولوجي حدث هذا الخراب مرّتين في القرنين السادس عشر والسابع عشر، بسبب زلازل أو بسبب مرور المغول"، غير أنه وفي الحالتين هاتين وفقاً لفؤاد "لم يصل التهجير إلى هذه الدرجة التي تهدّد تفكّك نسيج المدينة الاجتماعي"، ويضيف "لهذا سأتحدّث عن الموسيقى والطعام، لأنها أمور تحمل بذرة لحياة جديدة تحافظ على تاريخ حلب".

وحول المصادر التي استند إليها، يقول فؤاد إنه اعتمد على "موسوعة حلب المقارنة" للمؤرخ السوري خير الدين الأسدي، ويلفت إلى أن الكتاب على قدر كبير من الأهمية، لكنه للأسف لم يُعرف كثيراً إلا بين المؤرخّين والدارسين، ويؤكّد المحاضر أنه يعرض صوراً خلال المحاضرة لـ أطعمة، وخانات، وأماكن أثرية، وأحياء، إضافة إلى خرائط قديمة.

المساهمون