محمد نظام.. شكراً لساعي البريد

محمد نظام.. شكراً لساعي البريد

14 ابريل 2017
محمد نظام/ عُمان
+ الخط -
يُحسَب لـ "جائزة الإنجاز الثقافي البارز في عُمان"، في دورتها لهذا العام، أنها التفتت إلى فنّان سافرت طوابعه البريدية إلى جهات الأرض؛ حيث عادت إلى التشكيلي العُماني محمد نظام (1962)، عن مجمل أعماله ومسيرته الفنّية الموزّعة بين الرسم والتشكيل، إلى جانب سينوغرافيا المسرح والطوابع.

لجنة تحكيم الجائزة، التي ضمّت في دورتها الحالية كلّاً من الشعراء: سماء عيسى (مؤسّس الجائزة)، وإبراهيم سعيد، وخميس قلم، اعتبرت أن نظام "فنّان تعدّدت مشاركاته وتجاوزت الأطر الجغرافية، بشخصية أعماله الفنية الفريدة ولوحاته المميّزة، وانغماسه في مشروعه الخاص في الفن البريدي والطوابع البريدية التي ينحو بها منحاً فنياً، نحو خطاب عالمي يجمع أيقونات الشعوب والإنسان على الأغلفة البريدية، ما جعله يتحوّل إلى فن أيقوني بالرسم على أغلفة الرسائل، بالأيقونات الشائعة، العالمية والمحلّية، إلى جانب وعيه المبكر بإشكاليات التراث والبيئة والمحلّية، واللوحة الفنية".

وفي بيانها، أشارت اللجنة إلى أن نظام "شارك عدداً كبيراً من الفنّانين والكتاب العُمانيين المعاصرين أعماله وتزيّنت كتبهم بلوحاته، كما شارك في سينوغرافيا تصميم المناظر المسرحية والديكورات في تجربته في مسرح الفلّيج، فأثّر وأثرى بفنّه قطاعات من الحياة العامّة، وأثّر حتى في الناس العاديين الذين يتعاطون مع أعماله، من دون أن يعرفوه، والذين مسّهم هذا الفنان بسحره فجعلهم يقدّرون الفن، ويدركون مهمّة الفنّان، وكان ذلك من أثره الاجتماعي الشخصي، ناهيك عن مشاركاته الدائمة واهتمامه بالقضايا المصيرية للإنسان".

يُعدّ نظام، الذي تعود بداياته إلى السبعينيات، أحد أبرز الفنّانين المؤسّسين في عُمان. شارك في العديد من المعارض المحلّية والدولية؛ في المغرب ومصر وبيروت والكويت والشارقة وبنغلاديش، وحصل على عدّة جوائز.

يشتغل نظام على الرمز والأسطورة في أعماله التي يبدو تأثير المدرسة السوريالية عليها واضحاًَ، خصوصاً في فترة مرضه، كما تأثّر بالتجريدية والرمزية. لكنه طبع تجربته بلونه الخاص؛ حيث استطاع، وفقاً للبيان "الخروج من الإطار المغلق كفضاء للعمل، والعناية الدقيقة بالتفاصيل الشكلية والتناسب اللوني في أعماله، وكذلك في اشتغاله على جذور الشكل البصري وتخليقه، وتوسيع الخطوط الطبيعية للأشكال لتأخذ مداها الغرائبي المُدهش للعين الرائية، مع الاهتمام بأثر الانشداه البصري، والمفاجأة وعدم الاستسلام السهل للمتلقّي قبل تحفيزه وإثارة كوامن الرؤية والتمعّن والنظر عبر الأساليب والفنيات الدقيقة الهادئة والصبورة".

وتُعدّ "جائزة الإنجاز الثقافي البارز في عُمان"، التي تمنحها مبادرة "القراءة نور وبصيرة" المستقلّة منذ 2009، جائزةً رمزية، و"تُمنح للشخصيات والجهات والمبادرات حسب تجاربها الإبداعية المتنوعة، تقديراً لأصحاب المنجزات الثقافية البارزة في مختلف الأصعدة".

وسبق أن فاز بها كل من الكاتب سعيد سلطان الهاشمي، والشاعر والسينمائي عبد الله حبيب، والروائي أحمد الزبيدي، والمحامي يعقوب الحارثي، وموقع "أكثر من حياة" الثقافي، والشاعر محمد الحارثي، والقاص محمد عيد العريمي.

ويُنتظر أن تُسلَّم الجائزة في وقت لاحق، لحين الانتهاء من إعداد كتاب يضم حواراً مطولاً مع الفائز وشهادات لنقّاد وكتاب وفنانين عنه وعن تجربته الإبداعية والإنسانية.

المساهمون