"كان": دوافع سينمائية ورسائل سياسية

"كان": دوافع سينمائية ورسائل سياسية

14 ابريل 2017
(فينيسا ريدغريف تشارك بـ"حزن البحر" عن اللاجئين)
+ الخط -
منذ إعلان مهرجان "كان" السينمائي عناوين الأفلام التي تُعرض في دورته المقبلة (17-28 أيار/ مايو) في مؤتمر صحافي أمس، والصحافة العالمية تتداول الرسائل فيها؛ قائمة لا تخلو من دوافع سياسية وإعلان موقف قوي يقترن بموقف هوليوود من سياسات ترامب، وبصعود اليمين الأوروبي وموقف المثقّف والفنان من أزمة اللاجئين، وموجات الهجرة القوية التي أصبحت سمة السنوات القليلة الماضية وشغل أوروبا الشاغل وحجة أحزاب اليمين في كلّ كبيرة وصغيرة.

قائمة "كان" مصمّمة لتشير إلى معضلات ومشاكل ما أطلقت عليه الصحف "نظام ترامب الجديد"، ومن هذا الباب تُعرض أفلام ذات طابع سياسي، من بينها "نابالم" للمخرج الفرنسي كلود لنزمان، الذي يتناول استخدام النابالم والأسلحة الكيماوية من قبل أميركا. وإلى جانب لنزمان يحضر مخرج إشكالي آخر هو النمساوي ميشيل هانكه وكذلك الفرنسي ميشيل هازنافيسيوس الذي يقدّم فيلماً عن جان لوك غودار بعنوان "قابل للنقاش" حيث يقوم بدور غودار الممثّل الفرنسي لويس غاريل، ومن المتوقّع أن يحدث الفيلم الجدل حوله إذ يتناول تفاصيل قصة حب غودار للممثلة آن فيازمسكي التي كان عمرها 17 عاماً آنذاك.

خطوة أخرى يقدم عليها المهرجان بعرض فيلم "لحم ورمل" للمكسيكي أليخاندرو غونزاليس إينياريتو والذي يتناول الهجرة واللجوء واجتياز الحدود بين أميركا والمكسيك، وهو "فيلم من الواقع الافتراضي" ويُعرض هذا النوع لأوّل مرّة في "كان".

وربما تكون هذه الدورة إحدى الدورات القليلة التي تحضر فيها مخرجات سينمائيات بكثافة وينافسن على سعفات "كان"، حيث كشفت القائمة عن 12 مخرجة من بينهن: الاسكتلندية لين رامزي التي تشارك بفيلم "أنت لم تكن حقاً هنا"، وهو فيلم مركّب موضوعه يدور حول متقاعد عسكري وعلاقته بتهريب فتاة في عملية إتجار بالبشر. كذلك تشارك المخرجة الأميركية صوفيا كوبولا بـ "الغاضب" وهو فيلم موضوعه الحروب الأهلية. إلى جانب حضور المخرجة اليابانية نايومي كاواس، أحد الأسماء الموجودة باستمرار في "كان".

وبعملٍ عنوانه "حزن البحر"، تحضر الممثّلة الإنكليزية فينيسا ريدغريف في أوّل عمل تخرجه يتناول اللاجئين إلى أوروبا عبر البحر، وهو فيلم من بطولة إيما تومسون ورالف فينيس.

على صعيد المفاجآت، فربما يكون احتضانه للمرّة الأولى مسلسلات على غرار المهرجانات الكبيرة الأخرى، فقد أعلن المهرجان عن حضور ديفيد لينش بمسلسل "توين بيكس" الذي يدور حول التحقيق في جريمة فتاة مراهقة في بلدة تحمل اسم الفيلم. وكذلك يحضر مسلسل "أعلى البحيرة" لجيمس كامبيون. وقد سبَق "كان" في إدراج المسلسلات في مهرجانات سينمائية "برلين" الذي أدخل عروض حلقات لـ "نايت مانجر" و"البندقية" الذي أدرج مسلسل "البابا الشاب".

من الأمور اللافتة في قائمة "كان" حضور ديستويفسكي، وذلك بعد أن اقتبس المخرج الأوكراني سيرغي لوزنيتسا قصة قصيرة كتبها الروائي الروسي سنة 1876، وتدور حول زوجة أسير تظلّ تبعث الرسائل إلى زوجها المعتقل، لكنها ترجع إليها مختومة بـ "تُعاد إلى المرسل" فتضطر للسفر إلى السجن لتعرف ما حصل لزوجها.

المشاركات العربية متواضعة في هذه الدورة، وتقتصر على عرض فيلمين في مسابقة "نظرة ما"، وهما "على كف عفريت" للتونسية كوثر بن هنية و"طبيعة الوقت" للجزائري كريم موساوي، إضافة لمشاركة المخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل بفيلمه "رجل يغرق" في مسابقة الأفلام القصيرة.

المساهمون