صورتان متضادّتان

صورتان متضادّتان

01 ابريل 2017
(قصر الحمراء، غرناطة)
+ الخط -

صورتان متضادّتان لـ"الأندلس" التي يتنازعها جدل حول أسباب نهوض حضارتها وانهيارها كذلك. في الغرب، تُطوِّر دراسات ومؤتمرات وأفلام رؤى كثيرة ينفتح أصحابها تجاه الآخر، إلاّ أن العديد منها لم ينج من تحيّز مسبق لتقدير الأثر الأندلسي أوروبياً وإنسانياً.

عربياً، يبدو الأمر معقّداً أكثر بسبب قلّة البحوث في الحضارة الأندلسية، كما أن الاشتغالات السينمائية لم ترق في مضمونها وشكلها لمقاربة منتجة. في هذا السياق، أُعلن مؤخراً عن فيلمين للمخرجين المصرييْن؛ خالد يوسف وأحمد عاطف يحملان اسم الأندلس.

الأول يستحضر استسلام أبي عبد الله الصغير في "شعرنة" سينمائية للحظة الفقد، والثاني يسعى إلى إظهار صورة مشرقة عن الإسلام في إسقاطات معاصرة.

بين نفور إسباني ظلّ سائداً تجاه الوجود الإسلامي بوصفه احتلالاً، وبين حنين عربي إلى أمجاد خالية من دون تقبّل مناقشة تداخلات أخرى، هناك جهد بحثي يتراكم هنا وهناك في محاولة لفهم اختلاط الأنساب في بلد حُكم بعد الفترة الأموية الأولى بخلفاء جميع أمهاتهم من أصول إسبانية، وصنَع حضارته عرب وإسبان وأمازيغ وأوروبيون (بغضّ عن النظر عن نسبة مشاركتهم).

مراجعة التاريخ يلزمها اعتراف بالخطايا قبل الفضائل، والنظر إلى الآخر بالعين ذاتها، وما عدا ذلك لن تُعاد قراءة "الأندلس" بخطابات الفخر الماضوية، ولن تمضي إسبانيا إلى المستقبل من دون تصالح مع جزء من تاريخها.

دلالات

المساهمون