صدمة في أروقة "بغداد للكتاب"

صدمة في أروقة "بغداد للكتاب"

30 مارس 2017
(تصوير: أكثم سيف الدين)
+ الخط -
لم يعثر كثير من الأكاديميين العراقيين على ضالتهم في "معرض بغداد للكتاب" الذي يُختتم غداً في العاصمة العراقية، فبعد أن جذبتهم الحملة الإعلامية الكبيرة التي قامت بها الحكومة، صُدموا عند زيارة أروقة المعرض حين وجدوه يروّج للجماعات المسلّحة وللعنف الطائفي، ليعودوا أدراجهم منتقدين استخدام تلك الجماعات بغداد منطلقاً لنشر إصدارات تتبنّى اتجاهاتها.

تشارك في المعرض عشرات دور النشر المحلية والعربية، وعلى وجه الخصوص اللبنانية والسورية والإيرانية واليمنية، كما يضمّ المعرض كمّاً من الكتب كانت أسعار بعضها مدعومة.

يقول طالب الدراسات العليا، محمد بشير، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحملة الدعائية الكبيرة التي أطلقتها الحكومة، وسخّرت لها مؤسّساتها الإعلامية، لمعرض الكتاب ودور النشر والكتب القيّمة التي تُعرض فيه، استهوت الطلاّب والباحثين ودفعتنا الى القدوم الى المعرض من مسافات بعيدة، وهناك من أتى من المحافظات رغبة في الحصول على كتب في اختصاصات مختلفة".

يُكمل "دور النشر الغالبة على المعرض هي اللبنانية والإيرانية والسورية واليمنية، إضافة الى دور نشر تابعة لأحزاب طائفية عراقية، وأخرى مصرية". ويشير الى أنّ "ما أثار الاستغراب أنّ الكتب التي تركّز على أفكار العنف والطائفية والفتن التاريخية لا تتجاوز أسعارها سعر "الساندويش"، وبعضها توزّع مجاناً، بينما ترتفع أسعار الكتب العلمية التي تخدم الطلاب والباحثين إلى عشرين دولاراً ويصل بعضها إلى خمسين دولاراً".

معظم من أتى، وفقاً للأكاديمي، "اكتفى بالتقاط الصور وعاد أدراجه من دون الحصول على أية استفادة علمية".

من جهته، يؤكّد عضو في لجنة الثقافة البرلمانية، طلب عدم ذكر اسمه، أنّ "معرض الكتاب في هذا العام نموذج لنشر ثقافة العنف الطائفي، ونشر الفتن، والترويج للميليشيات".

ويرى النائب، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "وزارة الثقافة العراقية مع لجنة حكومية وضعت شروطاً لمشاركة دور النشر في المعرض، وعلى ما يبدو فإنّ تلك الشروط كانت تصبّ في نشر ثقافة الطائفية والعنف والثأر"، حيث أن "الوزارة اطلعت على عناوين الكتب المشاركة والأفكار التي تخدمها وسمحت بذلك".

بدوره يعتبر أستاذ الاجتماع أحمد الشمري، المعرض "خطوة فعّالة في هدم المجتمع وتمزيق أواصر الأخوة بين أطيافه".

ويبيّن في حديثه إلى "العربي الجديد"، أنّ "العراق اليوم بحاجة الى نشر قيم التآخي والتسامح، ما يتطلّب إصلاحاً ثقافياً، ونبْذ كل الثقافات الطارئة فيه".

ويؤكّد "لاحظت خلال تجوالي في معرض الكتاب، أنّ هناك غزواً ثقافياً خطيراً، وأنّ جهات سياسية تقف وراء هذا الغزو المدعوم من قبلها، والذي يسعى إلى تمزيق وحدة العراق وتشتيته، وحثّه على الانتماء إلى الميليشيات وتأجيج الفتن وعدم تقبّل الآخر"، لافتاً إلى أنّ "المسؤولية هنا تُحتّم على الحكومة والجهات الرقابية الحذر الشديد، وتحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه ما يحدث في العراق".

المساهمون