السيد ياسين.. رحيل صاحب "مصر بين الأزمة والنهضة"

ارتبط اسم السيد ياسين (1933 – 2017) بتحليل ودراسة الواقع الاجتماعي والسياسي في مصر والعالم العربي منذ أن عمل باحثاً في "مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية" عام 1957، فور تخرّجه من كلية الحقوق في "جامعة الإسكندرية" وحتى رحيله اليوم.

ياسين الذي تُشيّع جنازته غداً من "مسجد الحصري" في القاهرة، بدأ حياته متعلّقاً بالشعر ونشَر محاولات عديدة في نهاية أربعينيات القرن الماضي، إلى أن قرّر التوّقف بعد "اعترافه بالفشل في الإبداع" والتوّجه نحو الفكر والفلسفة في مرحلة كانت تتصارع فيها الأيديولوجيات الكبرى، فانضمّ إلى حركة "الإخوان المسلمين"، ثم سرعان ما تركها مكملاً مسيرته في العمل داخل المؤسسة الرسمية وفي إطارها.

تنوّعت اشتغالاته بين سوسيولوجيا الشخصية العربية والفكر القومي ومفهوم المواطنة وحوار الحضارات، كما درس مفهوم العولمة، وتأثيرها وانعكاساتها عربياً وعالمياً. وفي مرحلة لاحقة شهدت تصاعد التطرّف الديني، قدّم تحليلات نقدية لنشوء الظاهرة وتطوّرها وخارطة شاملة لتياراتها السياسية.

كان آخر إصداراته بعنوان "نقد الفكر الديني" (2016)، ناقش خلاله مفاهيم عديدة تتصل بالإسلام والديمقراطية وتحليل ظاهرة الإرهاب وشخصية الإرهابي، والخلافة الإسلامية، إضافة إلى دراسته عدداً من النظريات الأميركية حول المجتمعات الإسلامية، وقد نظر كثيرون إلى آرائه السياسية بوصفها تأييداً لموقف السلطة الحالية في مصر.

حصل ياسين على دبلومي الدراسات العليا من "معهد العلوم الجنائية" من القاهرة و"القانون والعلوم الاجتماعية" من "جامعة ريغون" في باريس. صدر له قرابة 40 كتاباً؛ من بينها: "أسس البحث الاجتماعي" (1963)، و"السياسة الجنائية المعاصرة" (1973)، و"الشخصية العربية بين تصوّر الذات ومفهوم الآخر" (1973) و"تحليل مفهوم الفكر القومي" (1973)، و"مصر بين الأزمة والنهضة" (1990)، و"دراسات في السلوك الإجرامي" (1995).