صدّام الجميلي.. كوابيس واقعية

صدّام الجميلي.. كوابيس واقعية

19 فبراير 2017
(من أعمال المعرض)
+ الخط -
منذ معرضه الشخصي الأول "أغنيات منزلية" (2011)، يواصل الفنان العراقي صدّام الجميلي اشتغالاته على العادي والمألوف في الحياة المعاصرة، باحثاً في غرابته ووحشيته وفي تعدّد حضوره؛ خفّة وثقلاً، عبر بناء شخصياته التي تخالف الواقع في حجمها وشكلها وأبعادها وتلتقط مفارقات ذلك الواقع.

ضمن تنويعات هذه التجربة، يُفتتح عند السادسة من مساء اليوم، الأحد في "غاليري الأندى" في عمّان"، معرض الجميلي الذي يحمل عنوان "Inkography"، ويتواصل حتى الأول من آذار/ مارس الجاري.

في هذا المعرض، يستمر التجريب عبر تحرير الشكل الإنساني من مرجعياته السابقة، والبحث له عن مسار آخر موازٍ لحركته وتعبيراته وحضوره في المكان، وإيجاد علاقات جديدة بينه وبين الأشياء المحيطة من حوله، بعض إشاراتها ورموزها تحضر عبر تضخيم صورتها الحقيقية، وبعضها الآخر استحضار كابوسي عجيب.

غير أن عملية تفكيك مشاهد الحياة وإعادة تركيبها تظهر في تكونياتها مفتوحة الاحتمالات، إذ لا تنتهي تلك الحلول والاقتراحات الجمالية لصنع الغرائبية التي يتقصّدها الجميلي في إنتاج عالمه المختلف الجديد.

يحضر الحبر كتقنية أساسية في تنفيذ أعمال المعرض، مع محاولة استفادتها من أشكال فنية أخرى مثل الرسوم التوضيحية أو الفوتوغراف أو الكاريكاتير، غير أن أسلوبه في تحضير العمل ومفرداته تبدو منسجمة ومتآلفة من غير إقحام.

إحدى الثيمات التي يقاربها الجميلي في هذه التجربة وسابقاتها، تتمثّل في استنطاق حيوانية الإنسان التي تتوالى على شكل مسوخ أو تشوّهات تعبّر عن خساراتنا وخيباتنا التي نبرع في إخفائها وتجميلها على أرض الواقع.

يُذكر أن صدّام الجميلي من مواليد البصرة، وهو حاصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة، ويعمل مدرّساً جامعياً. له عدّة مؤلّفات وأبحاث؛ من بينها: "فاعلية الخطاب الجمالي: تطبيقات في التشكيل العراقي"، و"انفتاح النص البصري".

المساهمون