"فتاة إيطالية في الجزائر": الحكاية نفسها عن الشرق

"فتاة إيطالية في الجزائر": الحكاية نفسها عن الشرق

15 فبراير 2017
(من العرض، تصوير: خالد البوسعيدي)
+ الخط -

حضرت "فتاة إيطالية في الجزائر" للمؤلّف الموسيقي، جواكينو روسيني، (1792- 1868) إلى "دار الأوبرا السلطانية" في مسقط، في عرض قُدّمته فرقة "أوبرا فلورنسا" لليلتين متتالين نهاية الأسبوع الماضي.

الأوبرا تتكوّن من فصلين، حيث تُبحر الشابة الإيطالية الجميلة إيزابيلا (أداء ماريانا بيزولاتو) في الفصل الأول إلى الجزائر، بحثاً عن حبيبها السجين هناك، ليندورو، (أداء ماكسيم ميرونوف)، من الحاكم التركي للجزائر، إلا أن القراصنة يختطفون السفينة، لينتهي الفصل الأول بفوضى عارمة، تشارك فيها جميع الشخصيات الرئيسية، مصحوبة بالسخرية من موقف "مصطفى بيك" (أداء ماركو ميميكا)، الذي يطلّق زوجته لينال حب الأسيرة الإيطالية، في حين يتمكّن الأسرى الإيطاليون في الفصل الثاني، من الهروب من قصر "مصطفى بيك" على ظهر سفينة، وعودة الحاكم إلى رشده وزوجته وقصره، معلناً نهاية الدراما الكوميدية.

اعتمد العرض الذي رافقته أوركسترا "ماجيو ميوزيكال فيورنتينو" بقيادة الموسيقي الإيطالي سيباستيانو رولي، على البهرجة في الألوان والأزياء و"الجواري والعبيد"، لإظهار "الحرملك"، بالصورة التي يراها الغرب للتركي المسلم آنذاك ولا يزال:
إيزابيللا: يا له من أبله، دميم
شديد البدانة، رشيق
الآن فهمت الوضع!
مصطفى: يا لها من لقمة شهية تليق بمصطفى
وجه غريب، ولكنه ساحر
لقد وقعت في هواها
ولكن الأفضل أن أتصنّع التمنّع!

حول العمل، يرى الناقد الموسيقي العُماني، ناصر الطائي، أن روسيني حينما ألف هذه الأوبرا عام 1813، "كان متأثراً بروح "الاستشراق"، مما جعله مثل موتسارت في "الاختطاف من السراي" (1782)، يُصور الرجل الشرقي على أنه أسير لملذاته الحسية والجسدية، بل ويتبع الحكاية النمطية نفسها عن الشرق".

ويضيف "رغم موضوعها الاستشرافي والعنصري، تمنحنا الموسيقى متنفساً يبعث على السخرية من الشخصيات الرئيسية، حيث يتميّز أسلوب روسيني بالبساطة والسلاسة والفكاهة، ويعتمد في المقام الأول على جمالية الصوت، وقدرته على الغناء بمرونة في مقاطع سريعة، وجاءت الملابس والألوان لتدعم المبالغة، وعامل الفكاهة في الإخراج المسرحي، من خلال الملابس "التركية" الواسعة وألوانها الزاهية، والتي توحي بعدم أخذ الأمور بجدية".

يُذكر أن "الفتاة الإيطالية في الجزائر"، أحد أكثر الأعمال الأوبرالية انتشاراً في العالم، قد وضَع لها روسيني تكملة في أوبراه الكوميدية "التركي في إيطاليا" في 1814، إضافة إلى عمله الساخر الشهير "حلاق إشبيلية" (1816).

المساهمون