"منصّة المهاجرين": تجارب عند مفترق طرق

"منصّة المهاجرين": تجارب عند مفترق طرق

07 ديسمبر 2017
(من معرض "هجرة، حكايات، تحرّكات")
+ الخط -
لا تزال الهجرة تشكّل العنوان الأساسي في سردية شعوب القارة السمراء منذ قرون طويلة، حيث أجبرت الملايين على العمل كرقّ في البلدان التي استعمرتهم قبل أن تتمكّن من التحرّر هناك، ولم يتوقّف الاستنزاف البشري حين نصّب الاستعمار أنظمة وكيلة عند خروجه استحوذت بدورها على الثروة، فكان قدر الأفارقة دوماً البحث عن الحياة في مكان آخر.

الأوديسة الأفريقية أنتجت أبرز التعبيرات الثقافية والفنية في جغرافيا متعدّدة دون توقّف، ومنها ما يقدّمه مهرجان "منصّة المهاجرين"، الذي انطلقت فعاليات دورته الثامنة في الرباط في الرابع من الشهر الجاري وتتواصل حتى بعد غدٍ السبت، بتنظيم من منظّمة "كاديم - المجموعة المناهضة للعنصرية والمدافعة عن حقوق المهاجرين والأجانب" المغربية، بالتعاون مع الفرقة المسرحية "دابا تياتر".

المهرجان تدعمه مؤسسات دولية شهيرة بنشاطها في دعم المهاجرين، من بينها مؤسسة "سيماد" الفرنسية، التي تنظم مهرجاناً مشابهاً في فرنسا منذ 2006. اختيار المنظّمين والداعمين للمغرب جاء بوصفه "مفترق طرق" للهجرة، حيث "يهدف المهرجان إلى تقاسم التجارب المشتركة المتعلّقة بالمهاجرين عبر ما يبدعونه من موسيقى وفنون"، بحسب البيان الصحافي.

افتتحت "المنصة" بفيلم "خلاص" (2017) لـ ديفيد فيديل من أستراليا ومامادو باكايوكو من ساحل العاج، والذي يروي قصص المهجّرين من بلدان غرب أفريقيا، عبر استعادة معاكسة لرحلة عدد من الفارين من الحرب الأهلية وكيف عادوا إلى أوطانهم مستذكرين نضالات شعوبها من أجل الحرية.

كما أقيم افتتاح معرض "هجرة، حكايات، تحرّكات" في "فيلا الفنون" في العاصمة المغربية، والذي يستمر حتى الثلاثين من الشهر الجاري، وهو نتاج ورشة عمل في الفيديو والتصوير الفوتوغرافي والأداء، أدارها الفنانان أمين أولمكي من المغرب، وجوليان فلورانس من فرنسا، بمشاركة عشرين فناناً يستكشفون إمكانية اللغة والجسد الصورة في تفكيك قصص الهجرة والتطواف والأحلام المكسورة وإعادة إنتاجها في أعمال فنية.

تقدّم الفنانة منية ماغري عرضاً كوميدياً ينتقد العنصرية والإقصاء وخطاب الكراهية، كما تؤدي الفنانة سليمة مومني عرضاً بين والغناء والموسيفي والرقص مستمدّ من مسرح المهمّشين لـ أوغستو بول الذي تسعى إلى تطويره خلال عملها كأستاذة ومدربة للرقص والمسرح في باريس خلال السنوات الأربع الأخيرة.

يُختتم المهرجان بحفل موسيقي لفرقة "أرض الأقلية"، التي تضمّ ريوبن أودوي من غانا، وغابتي وإيمانويل من توغو، وحسين من المغرب، وأكسيل من الكونغو، وميزي من نيجيريا.

دلالات

المساهمون