"الأركانة" لشاعر لم يترجم إلى العربية

"الأركانة" لشاعر لم يترجم إلى العربية

05 ديسمبر 2017
(من لوحات الشاعر محمدين خواد)
+ الخط -
ينضمّ هذا العام الشاعر النيجري المقيم في فرنسا محمدين خواد (1950)، إلى قائمة الفائزين بـ "جائزة الأركانة العالمية للشعر" التي يمنحها "بيت الشعر المغربي" في الرباط، بالتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال، لكن اللافت في دورتها الحالية أن الفائز يكتب شعره بلغة الطوارق في بلاده، وترجم إلى الفرنسية ولغات أوروبية كالهولندية والإيطالية والإسبانية إضافة إلى الأمازيغية المرسومة بحرف الـ"تيفيناغ".

باستثناء عمل وحيد له بعنوان "وصية البدوي" ترجمه الشاعر السوري أدونيس، لم تنقل تجربته إلى اللغة العربية، خلافاً لمعظم الذين نالوا الجائزة ممن ينتمون إلى ثقافات أخرى في دورات سابقة، حيث كان لمعظمهم حضور بدرجات متفاوتة في الثقافة العربية، مثل إيف بونفوا من فرنسا، وأنطونيو غامونيدا من إسبانيا، ونونو جوديس من البرتغال.

ربما أراد القائمون عليها تغيير المعادلة من خلال منحها لصاحب "قافة العطش والضلال" (1987)، وعبر بوابتها يتمّ التعريف بكتاباته إلى متلقٍ عربي، لكن ذلك يبقى مرهوناً بترجمته مستقبلاً، وهي ترجمة ستكون غالباً عبر لغة وسيطة (الفرنسية).

"الأركانة" التي اكتسبت مكانتها منذ إطلاقها عام 2002 من أسماء الفائزين بها، وليس من قيمتها المادية التي تبلغ 120 ألف درهم مغربي (15 ألف دولار)، لم تعد تشهد ترقباً واهتماماً عربيين، إذ لا يجري تذكرها عادة إلا يوم الإعلان عنها مثل غيرها من الجوائر الثقافية في العالم العربي.

مسألة أخرى جديرة بالاهتمام تتمثّل في استسهال اختيار لجنة التحكيم، التي يفترض أن يعكس أعضاؤها ثقافات متعدّدة في جائزة تدعي "العالمية"، إذ يجري تشكيلها من شعراء ونقّاد عرب فقط، كما حدث هذا العام حين ترأسها الشّاعر اللبناني؛ المقيم في باريس؛ عيسى مخلوف، وضمت في عضويتها كتّاباً مغاربة، هم: الناقدة سناء غواتي، والناقدين عبد الرحمن طنكول وخالد بلقاسم؛ والشعراء نجيب خداري، ومراد القادري، وعبد السلام المساوي، ومنير سرحاني وحسن نجمي.

الركون إلى الاحتفاء الفرنسي بشاعر ينتمي إلى ثقافة طرفية كالطوارق، لا يعني بالضرورة انتقاصاً من تجربته، فربما استحقت التقدير لأسباب قد لا تتفق مع بيان لجنة التحكيم الذي بدت أوصافه عامة وفضفاقة وتنطبق على شعراء كثيرين، حيث جاء فيه: "لا تنفصل التجربة الشعرية لمحمدين خواد عن تجربة الترحّل والتيه، على نحو جعل كتابته مشدودة إلى الأقاصي، وإلى شسوع فضاء الصحراء، الذي تحول في ممارسته النصية إلى شسوع معنى".

يُذكر أن الجائزة استمدت اسمها من شجرة الأركان التي يشتهر بها المغرب، وكان أول من حصل على الجائزة الصيني بي داو، ثم المغربي محمد السرغيني، وبعده الفلسطيني محمود درويش، وتلاه العراقي سعدي يوسف، فالمغربي الطاهر بنجلون، كما ذهبت للأميركية مارلين هاكر، والإسباني أنطونيو جامونيدا، والفرنسي إيف بونفوا، والبرتغالي نونو جوديس، والألماني فولكر براون، وللمغربي محمد بنطلحة العام الماضي.

المساهمون