عوض دوخي.. استعادة كلثوم الخليج

عوض دوخي.. استعادة كلثوم الخليج

23 ديسمبر 2017
عوض دوخي
+ الخط -

ينظم "مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي" أمسية موسيقية تستعيد الفنان الراحل عوض دوخي (1923-1979)، مساء الثلاثاء، 28 من الشهر الجاري.

خلال الأمسية، يجري تقديم مجموعة من أغنيات الفنان التي تمثل، وفقاً لبيان المركز، "التغيرات الفنية والاجتماعية التي حدثت في الكويت في الفترة التي عاصرها دوخي"، من هنا فإن أعماله تقدّم تصوّراً عن الثقافة قبل استقلال الكويت عام 1961 وبعده.

وإن كان دوخي يمثل تقاليد الغناء الخليجي، ويعتبر من أبرز فناني الصوت، لكنه تأثر في أدائه بأكثر من شكل موسيقي، من أغاني البحارة في بلاده وحتى مدرسة الطرب المصرية، وكذلك القوالب العنائية الفلكلورية، وقد سجّل لإذاعة الكويت ما يقارب 197 أغنية، فيما بلغت الأغاني التي سجلها لإذاعة البحرين 175 أغنية.

بدأ دوخي الغناء وهو في الثانية عشرة، مؤدياً لأغاني محمد بن فارس وضاحي بن وليد الذين تميّزا بـ "غناء الصوت" كل على طريقته وأسلوبه الخاص به، فأخذ منهما أساليب الأداء في غناء الأصوات البحرينية. وانتقل للحياة مع والدته وهو مراهق إلى "فريج الشيوخ" حيث عمل تباباً (أي مغنياً يطرب البحارة في الغوص). وما بين العامين 1945 و1946 التقى بالفنان أحمد الزنجباري، وتعلم منه العزف على آلة العود والمقامات الموسيقية، وكان له تأثير كبير على مساره الموسيقي.

سجّل عوض في الإذاعة أول مرة عام 1958، وكانت الفنانة عوده المهنا (1899 -1984)، أحد أبرز مطربات الكويت في تلك الفترة، هي التي قدمته للإذاعة، بأغنية "يا من هواه أعزه وأذلني"، بعد أن لحنها له شقيقه يوسف دوخي، لكنه ظل لفترة طويلة معروفاً على مستوى الجلسات الخاصة وعند الأصدقاء فقط، إلى أن قدم "طال الصدود"، وبعض أغاني الصوت البحرينية مثل "مال غصن الذهب".

لم يقتصر عوض دوخي على لون واحد من الغناء لكنه غنى العديد من الألوان الموسيقية مثل أغاني الصوت والبحر والنهمة والأغاني العاطفية وفن الطنبورة والأغاني الوطنية، وكانت أول أغنية وطنية سجلها "الفجر نور يا سلام" في الستينات من القرن العشرين التي وأذيعت يوم إعلان استقلال الكويت في 19 يونيو 1961.

غنّى دوخي من أعمال أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبد الحليم حافظ (الذي كان صديقه) على الطريقة الخليجية، حيث غنى لكوكب الشرق أعمال مثل "أنا في انتظارك" و"عودت عيني" و"الأمل" و"شمس الأصيل" ويصفه النقاد بأنه "أول من قام بخلجنة الأغاني العربية لكوكب الشرق أم كلثوم حتى أطلق عليه الكتاب الكبار كلثوم الخليج"، وحين سمعت أم كلثوم أغانيها بصوته، حاول البعض انتقاده أمامها فكان ردها "لم يشوه أغانيّ بل قدمها بخليجيته ولم يكن مقلداً لي".

يحسب للراحل عوض دوخي أنه أول من أدخل الكورس النسائي على الصوت العربي في أغنية "قل للمليحة" و"ألا يا صبا نجد"، ومن أشهر أغنياته "صوت السهارى"، و"رد قلبي"، و"كنت لي"، وقد لحّن أيضاً لمطربين عرب منهم فرج الفرج وديع الصافي وسواهما.

يقول عنه الناقد الموسيقي فهد الفرس "عاصر دوخي الغناء الكويتي القديم والحديث وتأقلم مع التطور فأظهر لنا أعذب وأرق الألحان الكويتية في الستينيات، فنان عشق التراث وغناه بطريقته وأسلوبه فأضاف إليه القيمة الفنية، مجدد أدخل أساليب حديثة من حيث المقدمة والجملة اللحنية".

المساهمون